للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليمن، كان يعمل " التكك " (١) ويبيعها، يتقوت بها (٢) .

- حوانيت كان يؤجرها: وقد ذكر مترجموه من حسن تعامله مع شاغليها، وعطفه عليهم، ما يقضي بورعه، وسماحة نفسه، وزهده، وانصرافه بكليته عن الدنيا.

وَلَعَلَّ قلة ذات يده، وتقلله من الدنيا، كان سببًا في نبوغه في العلم والفقه في الدِّين.

ومن شواهد ذلك أنه جرت بين أبي الوليد الباجي، المتوفى سنة (٤٧٤ هـ) وابن حزم، المتوفى سنة (٤٥٦ هـ) - رحمهما الله تعالى- مناظرة، فلما انقضت قال الفقيه أبو الوليد: " تعذرني، فإن أكثر مطالعتي كانت على سُرج الحُرَّاس ". قال ابن حزم: " وتعذرني أيضا، فإن أكثر مطالعتي كانت على منابر الذهب والفضة " قال ياقوت بعد ذلك (٣) : " أراد ابن حزم أن الغِنى أضيع لطالب العلم من الفقر وهذا مشاهد، فالضِّدَّان لا يجتمعان، كحُبِّ القرآن وحُبِّ الغناء وحب المال وحب العلم، والولاية والتجارة، وبقدر ما يحصل من العنصر الداخل يضعف الجانب الآخر، والقوة لمن غلب، فاحذر أن تُغلب في دينك وعلمك وعملك. والله المستعان

[رفضه أعطيات السلطان:]

اذأ كان الإمام أَحمد في رحلاته قد رفض الأخذ من شيخه


(١) هي مفرد: " تكة " والتكة نوع من اللباس كما في: " الإنصاف: ١/ ٤٥٨ " فلعلها المرادة هنا.
(٢) السير ١١/١٩٣.
(٣) معجم الأباء: ١٢/ ٢٣٩-٢٤٠