للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بواسط: يزيد بن هارون، ورفض عطاء شيخه عبد الرزاق في اليمن، ورفضه من رفيقه في السفر إلى اليمن: إسحاق بن راهويه، ورفضه من يحيى بن معين، ورفضه من جار له بمكة حِيْنَ سُرِقَتْ ثيابه، فما بالك بأعطيات السلطان له؟.

إنَّه ما قبل- رحمه الله تعالى- أعطيات السلطان قط، في أَخبار يطول ذكرها، وهي من ضنائن السلوك، وضبط النفس. وإلى الله الشكوى، فما لنا من هذا إلَّا الرواية؟

وكان يقبل الهدية من غير السلطان، ويثيب عليها بأَكثر منها.

نعم، رفع الله المحنة عن الإمام أَحمد وعن المسلمين بولاية المتوكل وكان دفع له مالاً فلم يقبله، فأَلزمه به ففرقه بعد ما قبله وأَجرى المتوكل على أَهله وولده، أَربعة آلاف في كل شهر حتى مات المتوكل، لكن الإمام أَحمد اعترض على ولديه: صالح، وعبد الله، وعمه، لأَنهم قبلوا مال الخليفة المتوكل، ويقول لهم: لِمَ تأخذونه، والثغور معطلة، والفيء غير مقسوم بين أَهله؟

وأَقول: اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كَسْرَنا، فما بقي إلَّا من يقول:

أَنا للأُعطيات أَنا.

وما أجمل ما قاله مصعب بن عبد الله الزبيري:

" ومن في ورع أحمد؟ يرتفع على جوائز السلطان، حتى يُظن أنه الكِبر ويكري نفسه مع الجمالين، حتى يُظن أنه الذل، ويقطع نفسه عن مباشرة عامة الناس وغشيان خاصتهم أنْسًا بالوِحدة، فلا