نوْظِرَ في عهد المأمون، ثم سجنه ببغداد، ثم حُمِلَ مقيدًا إِليه في طرسوس، ثم أُعيد إلى سجنه ببغداد؛ إِذ مات المأمون وهو في الطريق محمولًا مقيدًا معادلًا على جمل مع صاحبه: محمد بن نوح، والذي مات في الطريق- رحمة الله عليه- ثم ضُرِبَ أَحمد في عهد المعتصم، ثم أفرج عنه من سجنه، ومنع من الدرس في عهد الواثق، ثم انتهت الدعوى بظهوره على ابن أَبي دؤاد في عهد المتوكل.
كان له من المنزلة في قلوب العامة والخاصة ما ملأ الكتب من محبته وتقديره، والثقة به، واتخاذه قدوة في إِحياء الشرع المطهر.
ثبت- رحمة الله تعالى عليه- في مواجهة هذه المكيدة محتسبًا هذه الفتنة لِصَدِّها عن أهل الإسلام في قالب أهل السنة والجماعة، مكتويًا بنارها، صابرا على محنتها، مطفئًا لضلالها في كوكبة علماء الأمة وخيارها، الذين اتحد موقفهم على معتقدهم الحق:" القرآن كلام الله غير مخلوق ".
* الظرف العقدي لزمن الفتنة: في هذه الحقبة: شاع الرفض والتجهم، والاعتزال، والخوض بالقدر، وسب الأصحاب، ودعوى خلق القرآن.
* محل الدعوى:
نشأت هذه الفتنة أول ما نشأت في:" اليمن " ثم زُرعت في: " العراق " وفيها رمت بثقلها، وعنها انتشرت في الآفاق في: مصر والشام، وبلاد فارس، وغيرها وكان محل الدعوى منها في:" بغداد "