للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* المحنة في عهد الواثق: " دور استمرارها ":

مات المعتصم سنة (٢٢٧ هـ) ، ثم تولى ابنه الواثق، وهو من أم وَلَدٍ كذلك، وكانت وفاته سنة (٢٣٢ هـ) .

ولم يُؤثر عنه أَنه أَلحق بالإمام أَحمد أذى، أو محنة في الفتنة؛ لأَنه علم مقام الإمام أَحمد من العامة والخاصة، فخشي ثورتهم عليه، ولأَن ذلك يزيد أَحمد منزلة عند الناس ويزيد فكره ذيوعًا وانتشارًا، لكن لقاء تحريك ابن أَبي دؤاد لها، وتأليفه للخليفة ضد الإمام أَحمد، وتعاون قضاة السوء معه، وتخوفهم من الإمام أَحمد لمَّا انبسط في التحديث، كتب الواثق كتابه إلى عامله إِسحاق بن إِبراهيم، ينهى فيه الإمام أَحمد عن مساكنته وليذهب حيث شاء ... عندئذِ قطع أَحمد التحديث في آخر سنة (٢٢٧ هـ) واختبأ بين داره، ودُور أَصدقائه، وما زال كذلك حتى هلك الواثق سنة (٢٣٢ هـ) . وفي موت المعتصم، تم تَوَلِّي الواثق، قال دِعْبِل بن علي الخزاعي المتوفى سنة (٢٤٦ هـ) :

خليفة مات لم يحزن له أَحد ... وآخر قام لم يفرح به أَحد

ثم أَجج هؤلاء المبتدعة الفتنة مُتَسَتِّرِيْنَ بالواثق، فاشتد أَحمد البدعة، وأَذناب الفتنة، يتابعون علماء أهل السنة، ويمتحنونهم، فاشتد أمر المحنة على علماء أهل السنة، وألحقهم صُنُوْفَ الأذى:

فسلَّط الواثق غَضْبَتَهُ على الإمام أَحمد بن نصر الخزاعي، فقتله الواثق بيده؛ لامتناعه عن القول بخلق القرآن، وذلك سنة (٢٣١ هـ)