للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرؤي أَحمد بن نصر حين قُتل، قال رأسه: " لا اله إلَّا الله ".

وكان رأسه إلى غير القبلة، فتديره الريح إلى القبلة، وبقي الرأس منصوبًا ببغداد، والبدن مصلوبًا بسامراء، ست سنين إلى أن أَنزل سنة (٢٣٧ هـ) فجُمع وَدُفِنَ- رحمة الله تعالى عليه-.

ولعل الدافع لقتله ما ذكر في ترجمته، من أَنه هو وسهل بن سلامة بَايَعَا الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن سهلا بايع المأمون لما قدم، فلزم ابن نصر بيته، ثم تحرك في آخر أيام الواثق، فاحتشد الناس حوله، فخاف الواثق من تفاقم شأنه، في خبر يطول ذكره، فصار ما صار وإلى الله المصير.

وتسلط الواثق على الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد الأَذرمي، شيخ أبي داود، والنسائي، وغيرهما، فجيء به مسجونا، مقيدا، مهانًا، ليناظر أَحمد البدعة، فجرت بينهما مناظرة طويلة كما في: " النجوم الزاهرة: ٢/ ٢٦١- ٢٦٢ ".

وانتهت المناظرة بخروج الأذرمي على ابن أبي دؤاد، فَحُلَّ قَيْدُ الشيخ، وبكى الواثق، وصرفه مكرما وقيل: إن الواثق تاب من القول بخلق القرآن بسببه.

والحافظ نعيم بن حماد مات في سجن الواثق.

ومن مصر صاحب الإمام الشافعي وتلميذه: البويطي- نسبة إلى بويط من عَمَلِ مصر-: أبو يعقوب يوسف بن يحيى القرشي؛ إذ جيء به مصفدًا بالحديد، فسجنه حتى مات في السجن سنة