ساطع في نفوذ هذا الدّين، وحفظ الله له، رغم ما يكاد له. والحمد لله رب العالمين، فما نعلم عالمًا سنيًا قط تولَّى عن معتقده وانحرف، وأَدار ظهره، مستقبلًا البدعة.
وأَما الثابت في المحنة، ثباتًا مضافًا إلى ثبات جنانه، بمعنى وقوفه في المواجهة، وإعلانه مكاسرة المبتدعة فهي في نطاق رجلين اثنين: محمد بن نوح، وقد توفي مُمْتَحَنًا بأَقياده سنة (٢١٨ هـ) - رحمه الله تعالى-، وأَحمد بن حنبل وقد مَدَّ الله في عمره حتى شهدت الدنيا دور النصرة، وخذلان البدعة، كما رأت الدنيا من يوم وفاته سنة (٢٤١ هـ) يوما مشهودًا كأنّما حشر له الناس، ومات ابن أَبي دؤاد حتف أَنفه وجلس أَيامًا لم يجد من يغسله ويكفنه.
* دَوْرُ النصرة:
تَجَلَّت النّصْرَةُ لِأَهْلِ السنة على أهل البدعة في موقفين:
أَما الأول: فمن بداية الفتنة، فالمحنة بالقول بخلق القرآن، ثبتَ الله- سبحانه- قلب الإمام أَحمد، وَعَصَمَ لسانه من النطق تقية بخلق القرآن، وأَصر على رفض هذه المقولة، وأعلن السنة:" القرآن غير مخلوق " والدولة من ورائه من سدتها العليا إلى أَخلاف السوء. فهذا ظهور للسنة وأهلها، من أول يومها، وكسر للبدعة، والضلالة، وأهلها.
ولهذا ساق ابن الجوزي بسنده إلى ابن أبي أسامة قال: " حُكِيَ