رباح، وأَبو شعيب الحجام، وكانا كلما فَرَغَا من مناظرته، زاداه قيدًا على قيوده وآلت به الحال إلى إِثقاله بالقيود، وجعله في سجن ضيق، مظلم لا نور فيه. وكان دعا ربه أَن لا يرى المأمون، فمات في نفس العام وأحمد يُساق إليه في الطريق مقيدًا بالحديد سنة (٢١٨ هـ) .
وكان ممن توفي في السجن عام ٢١٧ هـ شيخ دمشق ومحدثها أَبو مسهر الغساني عبد الأَعلى بن مسهر ببغداد سنة (٢١٨ هـ) في حبس المأمون؟ لكونه لم يجب إلى القول بأن القرآن مخلوق.
ثم حمل الإمام أحمد- رحمه الله تعالى- على دابة إلى المعتصم في العشر الأَواخر من رمضان عام (٢١٩ هـ) ، فيناظره المشؤوم: أحمد البدعة وجمع كثير من أصحابه المعتزلة في مجالس متعددة، يحاجه هذا، ثم يحاجه آخر وهكذا يستلمه واحد بعد آخر وأحمد البدعة، يحاج تارة، وتارة يستعمل " الحرب النفسية " مع الإمام أَحمد السنة، فينظر إليه نظرات الغضب، فإذا انقطع أَحد من أَصحابه في المحاجة، اعترض المشؤوم أحمد البدَعة، ومن المسمين في محاجة الإمام أحمد في مجالس المعتصم، والواثق: عبد الرحمن ابن إسحاق، وبرغوث المعتزلي، ورجلان من أَصحاب ابن أَبي دؤاد، لم يسميا.
* دَوْرُ النُّصْرَة:
وكان الإمام أحمد، لا يلتفت إلى أحمد البدعة، ولا ينظر اليه،