عبد الله المنصور العباس الملقب بالمعتصم بالله، وهو أَول من لقب بالمعتصم بالله، وأول من أضاف اسم الله إلى لقبه سنة (٢١٨ هـ) وأمه أم ولد كذلك، وكان يسمى المثمن لأَنه ثامن خلفاء بنى العباس حتى مات سنة (٢٢٧ هـ) .
ولم يكن على درجة المأمون في معلوماته، بل كان موصوفًا بالجهل، وهو القائل:
" لا حول ولا قوة إلَّا بالله: خليفة أُمِّيٌ، ووزير عَامِّي "؛ وذلك لما مرت عليه كلمة: الكلأ فلم يعرف معناها، لا هو، ولا وزراؤه.
اسْتَلَم أَمر الخلافة، وابن أَبي دؤاد، على بلاط الخلافة يترجل، وأَذناب الاعتزال من حوله، يواصلون مسيرة الامتحان بخلق القرآن، متسترين بالسلطان، يحثونه على إِنفاذ وصية المأمون، ويحسنون له أَنه لا استقرار لِحُكْمِهِ إلَّا بذلك.
وفي هذه النوبة تسلطت الأَضواء على السجين المكبل، المعذَّب الإمام أَحمد بن حنبل الذي باء المعتصم بالأَمر بضربه في عهده حَتَّى خُلِعَتْ يَدَاه، إذ لم يضرب قبل في عهد المأمون، ولا بعد في عهد الواثق، وإليك خبره في هذا العهد:
بقي أَحمد مقيدًا في بغداد يُنقل من سجن إلى سجن، حتى حُوِّل إلى سجن العامة، وكان يصلي بأهل السجن، وهو مقيد، فصار مُكْثُه نحوًا من ثلاثين شهرًا.