للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كتب في الصيام]

يُلاحظ أن ليلة الإغمام ليوم الثلاثين من شعبان نالت نصيباً وافراً من التآليف لدى الأصحاب؛ لأن القول بمشروعية صيام يوم الشك من مفردات المذهب؛ فانتصر له القاضي أبو يعلى ت سنة (٤٥٨ هـ) برسالة مفردة، ثم رد عليه عصريه: الخطيب البغدادي ت سنة (٤٦٣ هـ) برسالة مفردة، فافترق الأصحاب بعد، فكان الحافظ ابن القيم، ومحمد بن عبد الهادي، من مؤيدي الجمهور فألف كل منهما رسالة في ذلك، وآخرون انتصروا للمذهب، وكان ابن الجوزي ت سنة (٥٩٧ هـ) قد تولى الرد على الخطيب، وهكذا في مجموعة كتب، ومطارحات.

وكانت تعقد لها المناظرات في مجالس الولاة، منها ما ذكره أبو الحسين الشهيد ابن أبي يعلى في ترجمة الحسن بن حامد ت سنة (٤٠٣ هـ) من " الطبقات "، قال: " وقد ناظر أبا حامد الإسفراييني في وجوب الصيام ليلة الإغمام في دار الإمام القادر بالله، بحيث يسمع الخليفة الكلام، فخرجت الجائزة السنية له من أمير المؤمنين " فردها مع حاجته إلى بعضها، فضلاً عن جميعها، تعففاً وتنزهاً " انتهى.