للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَمَّا عَلَى أن النبي كان عالما بها هو وأَصحابه- وتركوا الناس ولم يدعوهم إليها- فدعوة ابن أبي دؤاد إليها مخالفة لما كان عليه النبي وأصحابه من عدم الدعوة لها، وكان يسعه ما وسعهم.

وأَما على كون النبي وأصحابه غير عالمين بها، فلا يمكن لابن أبي دؤاد أن يدَّعي أنه عالم بها مع عدم علمهم بها، فظهر ضلاله على كل تقدير ولذلك سقط من عين الواثق، وتركَ لذلك الواثقُ امتحانَ أهل العلمِ، فكان هذا الدليل أول مصدر تاريخي لضعف هذه المحنة الكبرى، حتى أَزالها الله بالكلية على يد المتوكل- رحمه الله تعالى- وفي هذا منقبة تاريخية عظيمة لهذا الدليل المذكور " انتهى.

ومما يُذكر استطرادًا ما في: " الِإتقان " للسيوطي، وفي غيره (١) :

أنه قد استدل جماعة بأن القرآن غير مخلوق، أن الله ذكر الِإنسان في ثمانية عشر موضعًا، وقال: إنه مخلوق، وذكر القرآن في أربعة وخمسين موضعا ولم يقل: إنه مخلوق، ولما جمع بينها غاَيَرَ، فقال: " الرحمن علَّم القرآن. خلق الِإنسان "

* ماذا لحق المدعى عليه من الأَذى: يقلبه المدعي الآثم بعصا الولاة على الشوك بالضرب أَمام جموع المسلمين، والسجن مع المجرمين، وحجبه عن الدنيا بجميع مقوماتها، وسجن روحه عن الدرس وإفادة الطالبين.


(١) انظر التراتيب الإدارية: ٢/ ١٨٢