فهو يمتلك سلطان الحق المبين، وحجة الِإيمان المتين، ويقين الصادقين، وبركة الناصحين.
ومن نظر فيما جرى فيها من محاورات، ومناظرات، مما هو منثور في الكتب المؤلفة عن هذه المحنة، ومن بطون التراجم والسير رأى في ذلك عجبا، لكن أعظم حجة واجه بها الإمام أَحمد خصومه، هو ذلك الدليل العظيم:، " السبر والتقسيم " وقد أَفاض شيخنا محمد الأمين الشنقيطي، المتوفى سنة (١٣٩٣ هـ) بمكة - رحمه الله تعالى- في الحديث عن هذا الدليل في تفسيره:" ٤/٣٦٥- ٣٨٤ " وكان مما ذكره مما يتعلق بموضوع بحثنا قوله: " ٤/ ٣٧٨-٣٨٠ ": إن هذا الدليل. " السبر والتقسيم " هو أول سبب لضعف المحنه العظمى على المسلمين في عقائدهم بالقول بخلق القرآن العظيم، وكان خلاصة هذا الدليل الذي ألقم به الإمام أحمدُ خَصمَهُ أحمد بن أبي دؤاد، حَجَراً: " أن الشيخ يقول لابن أبي دؤاد: مقالتك هذه التي تدعو الناس إليها، لا تخلو بالتقسيم الصحيح من أحد أمرين: إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، عالمين بها، أو غير عالمين بها ولا واسطة بين العلم وغيره، فَلاَ قِسْمَ ثالث البتة، ثم إنه رجع بالسبر الصحيح إلى القسمين المذكورين، فبيَّن أَن السبر الصحيح، يُظهر أن أحمد بن أبي دؤاد ليس على كل تقدير من التقديرين.