للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المريسي العنيد ".

وفي كتاب: " الأَوائل " للعسكري (١) ، أَن أَول ما اختلف الناس في " خلق القرآن " كان في أَيام الإمام أَبي حنيفة، المتوفى سنة (١٥٠ هـ) - رحمه الله تعالى- مع تلميذه أَبي يوسف، فأَباها أَبو يوسف ونفاها، وقال أَبو حنيفة: " القرآن مخلوق ولهذا قال مترجموه: استتيب أَبو حنيفة على الكفر مرتين، كما صحح ذلك المعلمي- رحمه الله تعالى- في: " التنكيل ". وكان ذلك في عهد الرشيد العباسي؛ ولذا كان بشر الشر مختفيًا في دعوته هذه؛ لأن الرشيد كان واقفًا في وجه هذه المقالة، وأَهل الأَهواء، لم يداخلوا بلاط الخلافة، وأَعْرَاقُهُم صافية لم تُهجن بَعْدُ.

دَوْرُ المحنهِ:

فلما مات الرشيد، سنة (١٩٣ هـ) توالى على الانتصار لهذه المقولة ولداه: فنشأت في أيام المأمون، ثم استفحلت جدّا في أَيام المعتصم، ثم استمرت على هذا المنوال في أيام حفيده: الواثق بن المعتصم، وثلاثتهم أمهاتهم: أم ولد.

- المحنة في عهد المأمون: " دور نشأة الامتحان بها ":

كانت هذه المقولة إلى وفاة الرشيد، " فتنة " تدور في فلك البحث، والمناظرة، وكان القول بها من المتبنين لها، على وَجَلٍ، وخوف، وكان القائل بها مقموعًا، والمقولة مكبوتة، والألسنة مكفوفة،


(١) ٢/ ١٢٦، وانظر أحمد بن حنبل للدقر. ص/١٣٧-١٣٨