للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلوي في داره، فخاب الفاتنون، وظهرت براءة أَحمد، فَفَرحَ المتوكل.

* المحنه الثالثة: محنة الدنيا:

بعث المتوكل للإمام أَحمد: جائزة الظهور بالحجة على ابن أَبي دؤاد وهي عشرة آلَاف درهم، مع مندوبه، بكتاب رقيق العبارة واعتذار، وإجلال للِإمام أَحمد، وتأكيد عليه بقبول الجائزة، ودعوته للمجيء إِليه.

وقف أَحمد حيران، ثم فُتح له بقبولها، لكن ما طلع الفجر إِلا وقد وَزَّع الدراهم كُلَّها على أَولاد المهاجرين، والأَنصار، وفقراء عامة المسلمين.

* المحنة الرابعة: محنة الدنيا الثانية:

خرج الإمام أَحمد إلى المتوكل إِجابة لدعوته، وفي طريقه- لما علم المتوكل بخروجه- بعث بعشرة آلاف درهم لأَولاد الإمام أَحمد، ورغب إِليهم عدم إِخبار أَحمد بها.

استقبل قصر المتوكل الإمام أَحمد، بما فيه من حَشَمٍ، وخَدَمٍ، ووزراء، والعيون تنظر إِليه بالتقدير، والحب، والِإجلال، في قصص يطول ذكرها.

لكن الإمام أحمد يرى أَنه إن كان بالأمس- أيام محنة القول بخلق القرآن- في سجن البدن، فهو اليوم في سجن الروح، فهو يتمنى الخلاص، والإذن له بالعودة إلى داره في بغداد.