ألف ابن حمدان الحنبلي " ت سنة (٦٩٥ هـ) - رحمه الله تعالى- كتابا حافلاً في آداب وأحكام الفتوى، والمفتي، والمستفتي، طبع باسم: " صفة الفتوى والمفتي والمستفتي " قال في أوله:
" المفتي: هو المتمكن من معرفة أحكام الوقائع شرعاً بالدليل مع حفظه لأكثر الفقه. وقيل: هو المخبر عن الله بحكمه " انتهى.
للفتوى شأن عظيم في الإسلام، وهي من مقامات إظهار الدين، والدعوة إليه، والسير على محجته، والدفاع عنه؛ ولهذا صارت الفتيا عند بعضهم أخطر من القضاء؛ لأن الفتوى تعم، والفصل في الخصومات إنما هو بين المتخاصمين فقط، نعم الفتوى غير ملزمة، والقضاء ملزم، فلكل من المنصبين مقامه وخصوصياته، التي ينفرد بها، ويجتمعان في الارتواء من الشرع المطهر وإظهار حكمه، وقد بينت في كتاب: " التعالم " خطر الفتوى بغير علم، وهو مهم، فليتوق المؤمن.
ولجمال الدين ابن الصيرفي المعروف بابن الحبيشي ت سنة