المبحث الرابع: خَبَر القول بخلق القرآن: فِتْنَةٌ. ثم مِحْنةٌ. ثم نصْرةٌ
مدة (٢٣) عامًا
من بدايتها فتنة في عهد المأمون سنة (٢١٢ هـ)
إلى نهايتها نُصرة في عهد المتوكل سنة (٢٣٤ هـ)
ومواجهة الإمام أَحمد لها في مراحلها -رحمه الله تعالى-.
* دور فِتْنه القول بخلق القرآن:
كان أمر الناس جاريًا على السُّنَةِ والسَّدَادِ من إِثبات صفة الكلام لله- تعالى- وأَن القرآن كلام الله، وَلَمْ يَفُهْ أَحد- وحاشاهم- بخلاف ذلك. هذا الأَصل العقدي كغيره من قضايا الاعتقاد محل إجماع، واجتماع من جميع الصحابة- رضي الله عنهم- وعليه عامة التابعين، وَمؤَدَّاهُ حَتْمًا: أَنه غير مخلوق. وقد وردت روايات مرفوعة بأَن كلام الله غير مخلوق، لكن لا يصح منها شيء كما بينته في:" التحديث " قال الذهبي- رحمه الله تعالى (١) -:
(١) سير أعلام النبلاء: ١١/ ٢٣٦ وقد بينت تاريخ ظهور أصول البدع في: " الرد على المخالف ": المبحث الأول كما في كتاب " الردود ": (ص: ٢١-٤٧) وفي حاشية ص/ ٣١، أشرت إلى الكتب التي اعتنت بذلك التاريخ.