للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرآن، وورعه، مما لا ينقضي منه العجب، لكنها المعونة الربانية، والعناية الِإلهية، وهي بحق تقضي له بالإمامة في العلم والدِّين، إِذ العالم لا يكون عالمًا حتى يكون عاملًا، تَقَبَّلَ الله مِنَّا ومنه، آمين.

وكان من هديه: أنه لا يُظهر النسك.

وكثيرًا ما يقول: اللهم سَلِّم، سَلّم.

وكانت الدنيا لا يجري لها ذكر على لسانه.

قال تلميذه أَبو داود- صاحب السنن- ت سنة (٢٧٥ هـ) : " لقيت مائتين من مشايخ العلم، فما رأيت مثل أَحمد بن حنبل، لم يكن يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أَمر الدنيا، فإذا ذُكِر العلم تكلم " انتهى.

قال ابن كثير- رحمه الله تعالى-:

" وقد صَنَّف أَحمد عن الزهد كتابًا حافلًا عظيمًا، لم يسبق إلى مثله، ولم يلحقه أحد فيه، والمظنون بل المقطوع به: أنه إنما كان يأخذ بما أَمكنه منه- رحمه الله- " انتهى.

وجاء في " السير: ١١/ ١٩٢ " قال الرمادي: سمعت عبد الرزاق وذكر أَحمد بن حنبل فدمعت عيناه، فقال: بلغني أَن نفقته نفدت، فأخذت بيده فأَقمته خلف الباب، وما معنا أَحد، فقلت له: إنه لا تجتمع عندنا الدنانير إذا بعنا الغلة أشغلناها في شيء، وقد وجدت عند النساء عشرة دنانير فخذها ... فقال لي: يا أبا بكر لو قبلت من أحد شيئًا قبلت منك