ومن الذين وقفوا في وجه هذه الفتنة: فضل الأنماطي- رحمه الله تعالى- وأبو صالح- رحمه الله تعالى- قال الذهبي في:" السير ١١/٢٦٣:
" وأظهرت القضاة- المحنة بخلق القرآن وفُرَق بين فضل الأَنماطي وامرأته، وبين أبي صالح وبين امرأته ... ".
ومن الذين كان لهم مقام محمود في الوقوف أمام هذه الفتنة: الراوية في الكتب الستة: عفان بن مسلم الإمام الحافظ المتوفى سنة (٢١٩ هـ) - رحمه الله تعالى- قال الذهبي في: " السير " قال حنبل: حضرتُ أبا عبد الله وابنَ مَعِين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم للمحنة وكان أول من امتحن من الناس عفان، فسأله يحيى من الغدِ بعد ما امتُحن، وأبو عبد الله حاضِر ونحنُ معه، فقال: أخبرنا بما قال لَكَ إسحاق؟ قال: يا أبا زكريا لم أسَوِّد وجهَكَ ولا وجُوهَ أصحابِكَ، إني لم أجِبْ فقال له: فكيف كان؟ قال: دعاني وقرأَ عليَّ الكتابَ الذي كَتبَ به المأمون من الجزيرة، فإذا فيه: امتَحِن عفان، وادعُهُ إلى أَنْ يقولَ: القرآنُ كذا وكذا، فإن قال ذلك فأَقِره على أَمرِه، وإن لم يُجِبْكَ إلى ما كتبتُ به إليكَ فاقطَعْ عنه الذي يُجرى عليه- وكان المأمون يُجري على عفان كلَّ شهر خمسَ مئةِ درهم- فلما قرأَ عليَّ الكتاب قال لي إسحاقُ، ما تقولُ؟ فقرأتُ عليه:(قُلْ هُو الله أَحَدٌ) حتى ختمتُها، فقلتُ: