للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما أَقدر، فلما استيقظت ذهب ما كان في نفسي، ثم رأيت بعد كأَني في الموسم، وكأَن الناس مجتمعون. فنادى مناد: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فنادى: يَؤُمكم أَحمد بن حنبل، فإِذا أَحمد ابن حنبل، فصلى بالناس، وكنت بعدُ إذا سُئلت عن شيء؟ قلت: عليكم بالإمام، يعني أَحمد بن حنبل.

فهذه الثمان التي ذكرها الشافعي، ويقرن بها أيضا ثمان خصال انفرد بها:

إِحداها: الإجماع على أصوله التي اعتقدها، والأَخذ بصحة الأَخبار التي اعتمدها، حتى إِنَّ من زاغ عن هذا الأَصل كفروه، وحذروا منه وهجروه، فانتهت إِليه فيها الحجة، ووقفت دونه المحجة، واِن كانت كذلك مذاهب المتقدمين من أهل السنة والدين، فصار إِمامًا متبعًا، وعلماً متلمعاً، وما أَشبهه بالقراءات المأثورة عن السلف، ثم انتهت إلى القراء السبعة خير الخلف.

الثانية: اتفاق الأَلسن عليه بالصلاح، وإليه يشار بالتوفيق والفلاح، فإِذا ذكر بحضرة الكافة من العلماء على اختلاف مذاهبهم في مجالسهم أو مدارسهم قالوا: أَحمد رجل من أهل الحديث صالح، لعمري إِنهما خلتان جليلتان، سأل الصلاح الأَنبياء، والتمسه الأصفياء، قال الله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام: (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [الشعراء/ ٨٣] ، وفي قصة سليمان عليه