للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" وذكر المقدسي أَنه كان موجودًا في القرن الرابع بالبصرة وبإقليم أَقور والديلم، والرحاب، وبالسوس من إِقليم خوزستان، وأَن الغلبة في بغداد كانت له وللشيعة ... " انتهى

ويظهر لي - والله أعلم- أنه يقصد بالحنابلة في تلك الحقبة الزمنية، في بلاد العجم المذكورة: " أَهل الحديث وهذا لأمور ثلاثة:

١- أنه يذكر في رحلته: " أحسن التقاسيم ": الراهوية: أَتباع إسحاق بن راهويه، والثورية: أَتباع سفيان الثوري، ويجعلهم جميعًا من أهل الحديث. ومعلوم أَن هؤلاء ليس لهم مذهب فقهي مُتَّبَع، فشمل الجميع بمصطلح: " أَهل الحديث "، وهم كذلك، وإن كانوا فقهاء مبرزين لإنه لم يكن لهم تلامذة كونوا المذهب وأحيوه.

٢- على الرغم من هذه الِإشارات من وجود حنابلة في هذه الأَقاليم، إلَّا أَنَّا لا نجد في تراجم علمائها من ينسب إلى التمذهب لأَحمد بن حنبل، كما نجد النسبة إلى الحنفية، والشافعية.

٣- أن البشاري - رحمه الله تعالى- ولدَ سنة (٣٣٥ هـ) تقريبًا وتوفي سنة (٣٨٠ هـ) وهو العالم الرحَّال، والمؤرخ الجوَّال، فكان المذهب الحنبلي مازال في أَواخر طبقة تلاميذ أَحمد، وتلامذتهم مثل الخلال، وغلامه ت سنة (٣٦٣ هـ) والخِرَقي ت سنة (٣٣٤ هـ) ، ولم تَتَبَنَّهُ السلطة بعد، ولم تنصب قاضيًا حنبليًا بعد، وكان الحسن بن حامد، المتوفى سنة (٤٥٣ هـ) هو الذي أقرأ