وأخرج ابن جرير، عن أبي العالية قال: أول ما نزل في القتال بالمدينة وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠)[البقرة: ١٩٠].
وقيل: إن أول ما نزل في القتال قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١١)[التوبة: ١١١] ذكره الحاكم في «الإكليل».
والذي تركن إليه النفس هو الأول؛ إذ فيه التصريح بمبررات الجهاد وبيان حكمته في الإسلام، وأن الغرض منه رد الظلم الواقع عليهم من المشركين، ودفعه وتأمين العقيدة حتى تجد سبيلها إلى القلوب، وتأمين أهلها، ومعتنقيها، وتأمين الدعوة إلى الله حتى لا يطغى الباطل على الحق، والكفر على الإيمان، والشر على الخير، وذكر المبررات،