القرآن- كما أنزل الأول، فالأول قال: لو اجتمعت الإنس، والجن، على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا، وصدق عكرمة فإن ترتيبه على حسب النزول غير مستطاع لأحد من البشر؛ لأن الله لم يرد أن يكون تأليف كتابه المعجز على حسب النزول، وإنما اقتضت حكمته أن يكون على حسب المناسبات البلاغية، وأسرار الإعجاز.
[السور وترتيبها]
[معنى السورة فى اللغة واصطلاحا]
السورة في اصطلاح العلماء طائفة من آيات القرآن جمعت وضم بعضها إلى بعض حتى بلغت في الطول والمقدار الذي أراده الله سبحانه وتعالى لها، وكل سور القرآن بدئت بالبسملة إلا براءة (١).
وقد اختلف في أصل مأخذها فقيل هي مأخوذة من سور المدينة، لإحاطتها بآياتها إحاطة السور بالبنيان، وقيل: لأنها ضمت آياتها بعضها إلى بعض كما أن السور توضع لبناته بعضها فوق بعض حتى يصل إلى الارتفاع الذي يراد، وقيل: مأخوذة من السورة، وهي الرتبة والمنزلة، قال النابغة الذبياني:
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب
وسور القرآن مراتب ومنازل يترقى فيها القارئ من منزلة إلى أخرى.
وقيل مأخوذة من السؤر، وهو ما بقي من الشراب في الإناء، كأنها قطعة من القرآن وبقية منه وهي على هذا مهموزة وحذفت همزتها تخفيفا.
[معرفة السور توقيفي]
ومعرفة سورة القرآن كلها توقيفي كمعرفة آياته، وسور القرآن تختلف طولا وقصرا، فأطول سورة هي البقرة، وأقصر سورة هي الكوثر.
(١) الصحيح أن التسمية لم تكن فيها لأن جبريل لم ينزل بها، ويفصح عن السر في ترك البسملة في صدرها ما رواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: سألت علي ابن أبي طالب لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم قال: لأنها أمان، وبراءة نزلت بالسيف.