للشك في وجودهم، والفلاسفة، والعلماء قديما وحديثا- إلا الشرذمة المادية- يقرون: بوجود عالم غير محسوس، وراء هذا العالم المحسوس، وأن الإنسان ليس هو هذا الجسم المحسوس فحسب، وإنما هو جسم وروح.
أما الثاني: وهو استعداد النبي للتلقي عن الله أو الملك، فلا بعد فيه، إذ الأنبياء لهم من سمو فطرتهم، وصفاء أرواحهم، وإعداء الله- سبحانه- لهم إعدادا خاصّا: جسمانيّا وروحيّا ما يؤهلهم لتلقي الوحي من الله، أو الملائكة، والفهم منهم، والتجاوب معهم، وليس لنا في هذا الأمر أن نقيس الغائب على الشاهد، أو عالم الروح على عالم المادة.
وإذا ثبت هذان الأمران، فقد ثبت- لا محالة- إمكان الوحي، وأنه لا استحالة فيه.
«العلم يؤيد معنى الوحي وإمكانه»:
وإذا ثبت وجود عالم الروح، لم يبق مجال إذا لإنكار وجود الملائكة وقد استفاضت الأخبار بوجودهم، عن الأنبياء والشرائع السماوية.
وقد تمخض العصر الحديث عن علم يسمى «علم التنويم الصناعي» أو «التنويم المغناطيسي» وقد أثبت هذا العلم وجود قوة خفية وراء هذا الهيكل الإنساني، وهي الروح، وبهذه القوة الخفية، أو الروح يتسلط المنوّم- بكسر الواو- على المنوّم- بفتح الواو- ويلقي الأول إلى الثاني ما يشاء، ويستجيب الثاني إلى ما يريد الأول، وقد أجريت في هذا تجارب عدة حتى أصبح أمرا مسلما به، وهذا يقرب معنى الوحي إلى حد كبير وقد أصبح هذا شجى في حلوق المادّيين، ولم يجدوا لدفعه سبيلا.
ثم إن بعض المخترعات الحديثة كاللاسلكي، والمذياع، والتلفزيون ونحوها قد أمكن للإنسان بوساطتها أن يبلغ كلامه إلى من هو أبعد منه بآلاف الأميال، فإذا توصل الإنسان على عجزه- إلى هذه المخترعات، أفنستبعد على خالق القوى والقدر، العليم الخبير- أن يبلغ رسله ما يريد