من زعم أنه الصواب في التلاوة، وهو باطل عن ابن عباس؛ لأن مجاهدا وسعيد بن جبير حكيا الحرف عن ابن عباس على ما هو في المصحف بقراءة أبي عمرو، وروايته عن مجاهد وسعيد بن جبير، عن ابن عباس، وأيضا لقد أخذ ابن عباس القرآن عن زيد بن ثابت فيمن أخذ عنهم، وزيد كان كاتب الوحي، وهو الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر، وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن في عهد عثمان، فغير معقول أن يقرأ ابن عباس على خلاف قراءة زيد بن ثابت وما كتبه في المصاحف العثمانية.
وفي مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس أنه سأله عن قوله تعالى: أفلم يايئس الّذين آمنوا فقال ابن عباس: أفلم يعلم بلغة بني ملك، قال- أي نافع- وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت مالك بن عوف يقول:
لقد يئس الأقوام أني أنا ابنه ... وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا (١)
فلو كانت ثابتة- كما افترى عليه- لما فسرها؛ ولبين للسائل أنها خطأ، ولما استشهد لها بكلام العرب.
٣ - على فرض صحة هذه الرواية فهي آحادية فلا تعارض القطعي الثابت بالتواتر، ولا يثبت بها القرآن ولا سيما وهي مخالفة لرسم المصحف.
[الشبهة الخامسة]
قالوا: روي عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ إنما هي «ووصى ربك» التزقت الواو بالصاد، وقد ورد هذا الأثر بروايات مختلفة، وفي بعضها:«ولو كان قضاء من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب، ولكنها وصية أوصى بها العباد». قالوا: وهذا يدل على وقوع تحريف في القرآن.
[والجواب على ذلك]
، نقول:
١ - إن هذه الروايات ضعيفة، ومدسوسة على ابن عباس ونقلها من نقلها