التي في بيت عمر، قال: فحدثني كثير بن أفلح، وكان ممن يكتب، قال: إذا اختلفوا في شيء أخروه، قال ابن سيرين: أظنه ليكتبوه على العرضة الأخيرة.
وممن عاون مع هؤلاء الأربعة بالكتابة أو الإملاء جماعة آخرون منهم:(١) كثير ابن أفلح كما تقدم (٢) ومالك بن أبي عامر جد مالك بن أنس من روايته، ومن رواية أبي قلابة عنه (٣) وأبي بن كعب كما ذكرنا (٤) وأنس بن مالك (٥) وعبد الله بن عباس، وقع ذلك في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب، فهؤلاء الخمسة إلى الأربعة السابقين صاروا تسعة، وهو ما وقف عليه الحافظ ابن حجر من أسماء الاثنى عشر رجلا الذين ذكرهم ابن أبي داود في كتاب «المصاحف»(فتح الباري ج ٩ ص ١٩).
[كتابة المصاحف مكرمة لسيدنا عثمان]
وقد كانت كتابة المصاحف على هذا الوضع الدقيق البالغ الغاية في التحري والضبط مكرمة من مكرمات ذي النورين عثمان، وما أكثرها.
وقد اتخذ بعض المغرضين من أمر عثمان بتحريق ما عدا المصاحف التي كتبها ووجّه بها إلى الآفاق ذريعة للطعن فيه، مع أنه لم يفعل ما فعل إلا بموافقة من الصحابة، ذكر أبو بكر الأنباري في كتاب «الرد على من خالف مصحف عثمان» عن سويد بن غفلة قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول:
يا معشر الناس اتقوا الله وإياكم والغلو في عثمان وقولكم حرّاق المصاحف، ما حرقها إلا عن ملأ منا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وروي أيضا عن علي أنه قال: لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان، وأخرج ابن أبي داود بسند صحيح من طريق سويد بن غفلة عن علي وفي آخره قال أي عثمان: ما تقولون فقد بلغني إن بعضهم يقول إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، قلنا: فما ترى قال: أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا