آناء الليل وإيتائ ذى القربى في النحل بأيّيكم المفتون والسّماء بنيناها بأييد.
وتزاد الواو في نحو أُولُوا أُولئِكَ أُولاءِ أُولاتُ سأوريكم وقد علل ذلك الكرماني فقال في كتاب العجائب: كانت صورة الفتحة في الخطوط قبل الخط العربي ألفا وصورة الضمة واوا وصورة الكسرة ياء فكتبت لأاوضعوا ونحوه بالألف مكان الفتحة وإيتائ ذى القربى بالياء مكان الكسرة وأُولئِكَ ونحوه بالواو مكان الضمة لقرب عهدهم بالخط الأول.
وقال الزمخشري في تفسيره: فإن قلت كيف خط في المصحف لأاوضعوا بزيادة ألف قلت: كانت الفتحة تكتب ألفا قبل الخط العربي، والخط العربي اخترع قريبا من نزول القرآن، وقد بقي من ذلك الإلف- بكسر الهمزة وسكون اللام- أثر في الطباع فكتبوا صورة الهمزة ألفا، وفتحتها ألف أخرى ونحوه أو لأاذبحنه (١). وهذا يشعر أنه يرى ما يراه الكرماني، وأنهما يريان أن خط المصحف بالاجتهاد.
أقول: ولو كان الأمر كما يقولان فلم طبق ذلك في هذه الآيات، وفي القرآن ألوف الفتحات، والكسرات، والضمات
[٣ - قاعدة الهمز]
: أما الهمزة الساكنة فالأصل فيها أن تكتب بحرف حركة ما قبلها أولا، أو وسطا، أو آخرا نحو ائْذَنْ لِي اؤْتُمِنَ الْبَأْساءِ اقْرَأْ جِئْناكَ وَهَيِّئْ إلا ما استثني مثل فَادَّارَأْتُمْ وَرِءْياً فحذف الحرف فيهما، وكتبت الهمزة مفردة.
أما الهمزة المتحركة فإن كانت في أول الكلمة أو اتصل بها حرف زائد كتبت بالألف مطلقا أي سواء كان فتحا. أو ضما، أو كسرا نحو أَيُّوبَ إِذا أُولُوا سَأَصْرِفُ فَبِأَيِّ إلا في مواضع مثل قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ في فصلت أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ في النمل أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا أإن لنا