للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيحصل بذلك ختمة، فإن قيل: كان ينبغي أن تقرأ أربعا ليحصل له ختمتان قلنا: المقصود أن يكون على يقين من ختمة إما التي قرأها، وإما التي حصل على ثوابها بتكرار، قال السيوطي: وحاصل ذلك يرجع إلى جبر ما لعله حصل في القراءة من خلل وكما قاس الحليمي التكبير عند الختم على التكبير عند إكمال رمضان فينبغي أن يقاس تكرير سورة الإخلاص على إتباع رمضان بست من شوال.

[٢٦ - حكم التكسب بالقرآن]

يكره اتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها أي: بقراءته أن لا يكون له عمل غيره أو بالتسول به كما يفعل بعض الناس، والدليل على هذا ما أخرجه الآجري من حديث عمران بن الحصين مرفوعا: «من قرأ القرآن، فليسأل الله به فإنه سيأتي قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به» وقد أخرج أبو عبيد، في فضائل القرآن عن أبي سعيد وصححه الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا القرآن، واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به ورجل يستأكل به (١) ورجل يقرأه لله» وأخرج أحمد وأبو يعلى من حديث عبد الرحمن بن شبل رفعه: «اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا به» الحديث، وسنده قوي كما قال الحافظ، وأخرج أبو عبيد عن عبد الله بن مسعود: سيجيء زمان يسأل فيه بالقرآن فإذا سألوكم فلا تعطوهم (٢) وروى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديث «من قرأ

القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات» وذلك لأنه يريد أن يصيب به دنيا من مال أو جاه أو زلفى.


وأخبار ورأس العقائد ما يتعلق بالله وتوحيده وصفاته وقد اشتملت السورة على هذا، وقيل معنى ذلك أن ثواب قراءتها يحصل للقارئ مثل ثواب من قرأ ثلث القرآن، وقيل ثواب الثلث من غير تضعيف.
(١) أي: يطلب الأكل والمعيشة بقراءته.
(٢) فتح الباري ج ١٠ ص ٤٧٨.

<<  <   >  >>