وقد أهلته صفاته الخلقية، وخصائصه العلمية، ولا سيما بالقرآن أن يكون أحد الأربعة الذين كتبوا المصاحف في عهد سيدنا عثمان، فرضي الله عنه وأرضاه. (٢) هو الصحابي الجليل سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي، الأموي، أبو عثمان، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة، وقال الحافظ ابن حجر: كان له يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين وقتل أبوه يوم بدر، قال ابن سعد: وعدوه لذلك في الصحابة، وحديثه عن عثمان وعائشة في صحيح مسلم، وكان من فصحاء قريش ولذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة المصاحف قالوا فيه: إن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص؛ لأنه كان أشبه الصحابة لهجة برسول الله، وقد ولي إمارة الكوفة، وغزا طبرستان ففتحها، وغزا جرجان، وكان حليما وقورا، مشهورا بالكرم والبر، وكان معاوية يقول: لكل قوم كريم، وكريمنا سعيد، وقد ولاه معاوية إمارة المدينة، مات بقصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين كما في الإصابة وفي الفتح، قال: سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين فرضي الله عنه وأرضاه. (٣) هو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي، قال ابن حبان: ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه، ثم ذكره في ثقات التابعين، وما قيل من أنه كان ابن عشر في حياة النبي هو وهم، مات أبوه وهو يجاهد في الشام في طاعون عمواس، فتزوج سيدنا عمر أمه، فنشأ في حجره، وتزوج بنت سيدنا عثمان، وقد ذكره البغوي والطبراني في الصحابة، وذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين، وكان