للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* رابعا: أسباب اختيار الموضوع

هذا وقد دعاني إلى اختيار هذا الموضوع، عدة أسباب، منها:

١ - فقه الدعوة إلى الله تعالى في صحيح الإمام البخاري بحاجة إلى من يبرزه في صورة ميسرة؛ ليستفيد منه الدعاة إلى الله تعالى؛ لأنه لم يحظ بعدُ بمؤلَّفٍ مستقل شامل يعالج الموضوع من جميع جوانبه، في دراسة علمية دقيقة متكاملة، فالموضوع لم يكتب فيه- حسب علمي- ما يفي بالغرض المنشود، وهو جدير بالبحث والعناية.

٢ - الرغبة في الارتباط بكتب السنة النبوية المشرفة، وخصوصا منها كتاب الجامع الصحيح للإمام البخاري -رحمه الله - وذلك للاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك عبادة لله تعالى وهداية منه، وتنفيذ لأمره، يقول تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: ٥٤] (١).

٣ - كثرة الفوائد والمعارف الظاهرة والغامضة في صحيح الإمام البخاري رحمه الله كما ذكر ذلك العلماء (٢).

٤ - الإسهام والرغبة في المشاركة في خدمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودراستها دراسة دعوية؛ لتفيدني، وتفيد القائمين على الدعوة إلى الله تعالى في العصر الحاضر- إن شاء الله تعالى-.

٥ - تقديم علاج لما قد يحدث بين الدعاة من خلاف وتنازع في بعض قضايا الدعوة ومناهجها. . وذلك من خلال الردِّ إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أحد الحَكَميْنِ اللذين أُمِرْنا بالرد إليهما عند التنازع والاختلاف، وهما كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يقول العلامة ابن سعدي رحمه الله: " وهذا هو الواجب عند التنازع والاختلاف، أن يُرد إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولولا أن في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فصل النزاع، لما أمر الله بالرد إليهما (٣) إذ


(١) سورة النور، الآية: ٥٤.
(٢) انظر: شرح النووي على صحيح الإمام مسلم ١/ ١٤.
(٣) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ١/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>