للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤ - باب الشجاعة في الحرب والجبن

[حديث لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم]

٣٥ - [٢٨٢١] حَدَّثَنَا أَبو الْيَمَانِ: أَخبرنَا شعَيْب، عَنِ الزّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عمَر بْن محَمَّدِ بْنِ جبَيْرِ بْنِ مطْعِمٍ: أَنَّ محَمّدَ بْنَ جبَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جبير بن مطعم (١) أَنَّه بَيْنَمَا هوَ يَسير مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومَعَه النَّاس مَقْفَلَه مِنْ حنَيْنٍ، فَعَلِقَه النَّاس يَسْألونَه حَتَّى اضْطَرّوه إِلَى سَمرَةٍ فخَطِفتْ رِدَاءَه، فوَقف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: «أَعطوني رِدَائي، لَوْ كَانَ لي عَدَد هَذِهِ العِضَاهِ نَعَما لَقَسَمْته بينَكمْ، ثمَّ لَا تَجِدوني بَخِيلا، وَلا كَذوبا، وَلَا جَبَانا» (٢).

وفي رواية: «. . . وَمَعَه النَّاس مقْبِلا مِنْ حنَيْنٍ عَلِقتْ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الأَعْرَاب، يسألونه. . .» (٣).

* شرح غريب الحديث: * " مَقْفَلة من حنين " القفول: الرجوع من السفر، وقيل القفول: رجوع الجند بعد الغزو، والمعنى: عند رجوعه من غزوة حنين سنة ثمان للهجرة، وحنين وادٍ بين مكة والطائف (٤).


(١) جبير بن مطعِم بن عدي بن نوفل، شيخ قريش في زمانه أبو محمد، ويقال: أبو عدي القرشي النوفلي، ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، من الطلقاء الذين حَسنَ إسلامهم، وقيل أسلم بين الحديبية والفتح، وكان موصوفا بالحلم ونبلِ الرأي كأبيه. وكان أبوه هو الذي قام في نقض صحيفة القطيعة ويحنو على أهل الشعب ويصلهم في السر؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: " لو كان المطعم بن عدي حيّا وكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له " [أخرجه البخاري برقم ٣١٣٩]. وهو الذي أجار النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من الطائف حتى طاف بعمرة. وفد جبير على النبي - صلى الله عليه وسلم - في فداء أسارى بدر فسمعه يقرأ الطور قال: فكان ذلك أول ما دخل الإيمان في قلبي، وفي رواية: فلما بلغ هذه الآية: أَمْ خلِقوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هم الْخَالِقونَ أَمْ خَلَقوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يوقِنونَ أَمْ عِنْدَهمْ خَزَائِن رَبِّكَ أَمْ هم الْمسَيْطِرونَ، كاد قلبي أن يطير [البخاري برقم ٤٠٢٣ و ٤٨٥٤، ومسلم، برقم ٤٦٣]، وذكر أنه قال - صلى الله عليه وسلم - له: " لو كان أبوك حيا لوهبتهم له " روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ستين حديثا، اتفق البخاري ومسلم على ستة، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بحديث. توفي رضي الله عنه سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين. انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي، ١/ ١٤٦، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ٣/ ٩٥ - ٩٩، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ١/ ٢٢٥.
(٢) [الحديث ٢٨٢١] طرفه في: كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، ٤/ ٧١، برقم ٣١٤٨.
(٣) من الطرف رقم ٣١٤٨.
(٤) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب القاف مع الفاء ٤/ ٩٢، مادة: " قفل " ولسان العرب لابن منظور، ١١/ ٥٦٠ فصل القاف باب اللام مادة: " قفل ".

<<  <  ج: ص:  >  >>