للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦ - باب إذا تصَدَّقَ أَوْ وَقَفَ بَعْضَ مَالِهِ أوْ بَعضَ رَقِيقهِ أَوْ دَوابِّهِ فهوَ جَائِز

[حديث أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك]

٩ - [٢٧٥٧] حَدَّثَنَا يَحيىَ بْن بكَيْرٍ: حَدَثَنَا اللَّيْث، عَنْ عقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شهَابٍ قَالَ: أَخْبَرني عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: سمِعْت كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ (١) رضي الله عنه يقول: «قلْت: يَا رَسولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أنخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَة إِلَى اللهِ وَرَسولِهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: " أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْض مَالِكَ فَهوَ خَيْر لَكَ " قلْت: فَإِنِّي أمْسِك سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ» (٢).


(١) كعب بن مالك بن عمرو بن القين، الأنصاري، الخزرجي، العَقَبيّ الأحدي، شاعر رسول الله- صلى الله عليه وسلم، وصاحبه، وأحد الثلاثة الذين خلّفوا فتاب الله عليهم، شهد العقبة، وأحدا، وسائر المشاهد إلا بدرا وتبوك، وقد أسلمت دوس بفضل الله تعالى ثم خوفا من بيت قاله كعب:
قضينا من تهامة كل ريب ... وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
نخيرها ولو نطقت لقالت ... قواطعهن دوسا أو ثقيفا
له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانون حديثا، وقيل ثلاثون، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة منها، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين، جرح كعب يوم أحد أحَدَ عشر جرحا في سبيل الله، توفي بالمدينة رضي الله عنه في زمن معاوية رضي الله عنه سنة ثلاث وخمسين، وقيل خمسين رضي الله عنه.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ٢/ ٦٩، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٢/ ٥٢٣ - ٥٣٠، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٣/ ٣٠٢.
(٢) الحديث [٢٧٥٧] أطرافه في كتاب الجهاد والسير، باب من أراد غزوة فورَّى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس، ٤/ ٧ برقم ٢٩٤٧، ٢٩٤٨، ٢٩٤٩، ٢٩٥٠، وباب الصلاة إذا قدم من السفر، ٤/ ٥٠ برقم ٣٠٨٨، وكتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ٤/ ٢٠٠ برقم ٣٥٥٦، وكتاب مناقب الأنصار، باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وبيعة العقبة، ٤/ ٣٠٢ برقم ٣٨٨٩، وكتاب المغازي، باب قصة غزوة بدر، ٥/ ٥ برقم ٣٩٥١، وباب حديث كعب بن مالك وقول الله عز وجل: وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خلِّفوا ٥/ ١٥١ برقم ٤٤١٨، وكتاب التفسير سورة براءة، باب قوله: سَيَحْلِفونَ بِاللَّهِ لَكمْ إِذَا انْقَلَبْتمْ إِلَيْهِمْ لِتعْرِضوا عَنْهمْ فَأَعْرِضوا عَنْهمْ إِنَّهمْ رِجْس وَمَأْوَاهمْ جَهَنَّم جَزَاء بِمَا كَانوا يَكْسِبونَ ٥/ ٢٤٧ برقم ٤٦٧٣، وباب قوله: لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعوه فِي سَاعَةِ الْعسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغ قلوب فَرِيقٍ مِنْهمْ ثمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّه بِهِمْ رَءوف رَحِيم ٥/ ٢٤٨ برقم ٤٦٧٦، وباب وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خلِّفوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِم الْأَرْض بِمَا رَحبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفسهمْ وَظَنّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتوبوا إِنَّ اللَّهَ هوَ التَّوَّاب الرَّحِيم ٥/ ٢٤٩ برقم ٤٦٧٧، وباب يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا اتَّقوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصَّادِقِينَ ٥/ ٢٥٠ برقم ٤٦٧٨، وكتاب الاستئذان، باب من لم يسلم على من اقترف ذنبا ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي؛ وقال عبد الله بن عمرو: لا تسلموا على شربة الخمر ٧/ ١٧٢ برقم ٦٢٥٥، وكتاب الأيمان والنذور، باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والتوبة، ٧/ ٢٩٣ برقم ٦٦٩٠، وكتاب الأحكام، باب هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه ٨/ ١٦٢ برقم ٧٢٢٥.
وأخرجه مسلم، في كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه ٤/ ٢١٢٠ برقم ٢٧٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>