للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أنتمْ؛ قَالَ: نَحْن أناسٌ مِنَ العَرَب كنّا فِي شقاءٍ شدِيد وَبَلاء شدِيد. نمص الجلْدَ وَالنَّوى مِنَ الجُوع. وَنَلْبَسُ الوبر والشَّعرَ. وَنعْبدُ الشَّجَرَ والحَجَرَ. فَبَيْنَا نحنُ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ ربُّ السماوات وَرَبُّ الأَرَضِينَ- تَعَالى ذِكْرهُ وَجَلَّتْ عَظَمَته - إِلَيْنَا نَبيّا منْ أنفسِنَا نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّه فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسولُ رَبِّنا صلى الله عليه وسلم أَنْ نُقَاتلِكُم حَتَّى تَعْبدُوا اللهَ وَحْدهُ. أَوْ تؤدّوا الجزْيَةَ. وَأَخْبَرنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ رسَالةِ رَبِّنَا أنهُ مَنْ قتِلَ مِنَّا صَارَ إلَى الجَنَّةِ فِي نَعيم لمْ يُرَ مِثْلُهَا قَط. وَمَنْ بقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ». (١).

[حديث كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات]

١٨٢ - [٣١٦٠] «فَقَالَ النُّعْمَان (٢) "ربَّمَا أَشْهَدَكَ اللهُ مِثْلَهَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُندِّمْكَ وَلَمْ يخْزِكَ وَلَكِنِّي شَهِدْتُ القِتَالَ مَع رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ فِي أَوَّل النَّهَارِ انْتَظَرَ حَتَّى تَهُبَّ الأَرْوَاحُ، وَتَحْضُرَ الصّلَوات».

* شرح غريب الحديثين: * " نلبس الوبر والشعر " الوبر: صوف الإِبل والأرانب ونحو ذلك، والشعر: نبتة الجسم مما ليس بصوف ولا وبر (٣)


(١) [الحديث ٣١٥٩] طرفه في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، ٨/ ٢٦٤، برقم ٧٥٣٠.
(٢) النعمان بن مقرن. بن عائذ المزني، أبو حكيم، ويقال: أبو عمرو، الأمير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إليه لواء قومه يوم فتح مكة، ثم كان أمير الجيش الذي افتتح نهاوند، فاستشهد يومئذ، وقد قدم قبل ذلك على عمر بشيرا بفتح القادسية، وهو الذي فتح أصبهان، وكان استشهاده رضي الله عنه سنة إحدى وعشرين للهجرة. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ٢/ ٣٥٦، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٣/ ٥٦٥، وتهذيب التهذيب له، ١٠/ ٤٠٧.
(٣) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الواو مع الباء، مادة: "وبر" ٥/ ١٤٥، والقاموس المحيط للفيروز آبادي، باب الراء فصل الواو، ص ٦٣٠، وباب الراء فصل الشين، ص ٥٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>