للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٦ - باب استقبال الغزاة

[حديث قول ابن الزبير لابن جعفر أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم]

١٤٥ - [٣٠٨٢] حدّثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدّثنا يزيد بن زريع وحميد بن الأسود، عن حبيب بن الشّهيد، عن ابن أبي مليكة: «قال ابن الزّبير (١) لابن جعفر (٢) رضي الله عنهم: أتذكر إذ تلقّينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عبّاس؛ قال: نعم، فحملنا وتركك» (٣).


(١) عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، بن عبد العزى، القرشي الأسدي، أمه أسماء بنت أبي بكر، ولد عام الهجرة، وهو أول مولود ولد للمهاجرين إلى المدينة بعد الهجرة، وفرح المسلمون بولادته فرحا شديدا؛ لأن اليهود يقولون قد سحرناهم فلا يولد لهم فأكذبهم الله تعالى: وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وهو أحد العبادلة، وأحد الشجعان من الصحابة، وأحد من ولي الخلافة منهم، وكانت ولادته بعد عشرين شهرا من الهجرة، وقيل: في السنة الأولى، وكان صوّاما قواما طويل الصلاة، وصولا للرحم، وغزا إفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح فأتاهم ملك إفريقية في مائة وعشرين ألفا، وكان المسلمون عشرين ألفا، وسقط في أيديهم فنظر ابن الزبير ملكهم قد خرج من عسكره فأخذ ابن الزبير جماعة فقصده فقتله ثم كان الفتح على يديه، وشهد اليرموك مع أبيه الزبير، وكان يقاتل عن عثمان رضي الله عنه، وشهد الجمل مع عائشة ثم اعتزل حروب علي ومعاوية رضي الله عنهم، ثم بايع لمعاوية، فلما أراد أن يبايع ليزيد امتنع وتحول إلى مكة، ولما كانت وقعة الحرة تحولوا إلى مكة وقاتلوا ابن الزبير، فمات يزيد فرجع أهل الشام وبايع الناس عبد الله بن الزبير بالخلافة وأرسل إلى أهل الأمصار يبايعهم إلا بعض أهل الشام، فغلب مروان على بقبة أهل الشام ثم على مصر، ثم مات فقام عبد الملك بن مروان فغلب على العراق وقتل مصعب بن الزبير، ئم جهز الحجاج إلى ابن الزبير فقاتله إلى أن قتل ابن الزبير في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، وهذا هو المحفوظ وهو قول الجمهور، وكان أطلس لا لحية له، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثين حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة وانفرد مسلم بحديثين رضي الله عنه.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ١/ ٢٦٦، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٢/ ٣٠٩.
(٢) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، العالم الجواد بن الجواد ذي الجناحين، أمه أسماء بنت عميس ولدت عبد الله بالحبشة في الهجرة وكان أول مولود ولد في الإسلام في الحبشة باتفاق العلماء، وقدم مع أبيه من الحبشة مهاجرين إلى المدينة، وهو أخو محمد بن أبي بكر الصديق لأمه، وأخو يحيى بن علي بن أبي طالب لأمه، لأن أسماء تزوجها جعفر، ثم أبو بكر، ثم علي رضي الله عنهم: روي لعبد الله خمسة وعشرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتفق البخاري ومسلم منها على حديثين، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعبد الله عشر سنين وكان كريما جوادا حليما، وكان يسمى بحر الجود، وأخبار أحواله في السخاء والجود مشهورة ومنها انه أقرض الزبير بن العوام ألف ألف درهم فلما قتل الزبير قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر. وجدت في كتب أبي أن له عليك ألف ألف درهم، فقال هو صادق فاقبضها إذا شئت، ثم ذهب عبد الله بن الزبير فنظر وتأكد فوجد أن المال لعبد الله بن جعفر فلقيه فقال. يا أبا جعفر إني وهمت، المال لك على أبي قال فهو لك قال: لا أريد ذلك، وتوفي رضي الله عنه في المدينة سنة ثمانين من الهجرة، وهو ابن ثمانين سنة، وهذا هو الصحيح وقول الجمهور، وحضر غسله وكفنه وصلى عليه أبان بن عثمان والي المدينة. رضي الله عنه. انظر تهذيب الأسماء واللغات للنووي ١/ ٢٦٣، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٣/ ٤٥٦ - ٤٦٢، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٢/ ٢٨٩.
(٣) وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، ٤/ ١٨٨٥، برقم ٢٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>