للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - بَاب: أَفْضَل النَّاسِ مؤمِن يجَاهِد بنَفْسِهِ ومَالِهِ فِي سبِيلِ اللهِ وَقَوْلِه تَعَالىَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ - تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ - يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف: ١٠ - ١٢] (١).

[حديث أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله]

١٩ - [٢٧٨٦] حَدَّثَنَا أَبو اليَمَانِ: أَخبَرَنَا شعَيْب، عَنِ الزّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاء بن يَزِيدَ اللَّيثِيّ: أَنَّ أَبا سعيدٍ الخدْرِيَّ رضي الله عنه (٢) حَدَّثه قَالَ: «قِيلَ يَا رَسولَ اللهِ، أَيّ النَّاسِ أَفْضَل؟ فَقَالَ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مؤمِن يجَاهِد فِي سَبِيلِ اللهِ بنَفْسِهِ وَمَالِهِ ". قَالوا: ثمَّ مَنْ؟ قَالَ: " مؤْمِن فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللهَ وَيدَع النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ» (٣).

وفي رواية: «جَاءَ أَعْرَابِيّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ يَا رَسولَ اللهِ، أَيّ النَّاسِ خَيْر؟ قَالَ: " رَجل جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَرَجل فِي شِعْبٍ منَ الشِّعَابِ يَعْبد رَبَّه وَيَدَع النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ» (٤).

* شرح غريب الحديث: * قوله: " في شعب من الشعاب " الشعب: الطريق في الجبل، ومسيل


(١) سورة الصف، الآيات: ١٠ - ١٢.
(٢) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، هو سعد بن مالك بن سنان، الإمام المجاهد، مفتي المدينة، وكان أحد الفقهاء المجتهدين، استصغر يوم أحد فرد، وغزا بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة، وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر وأطاب، حيث روي له: ألف حديث ومائة وسبعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم على ستة وأربعين منها، وانفرد البخاري بستة عشر، ومسلم باثنين وخمسين، وروى عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهم، وأبو سعيد ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا تأخذه في الله لومة لائم، وقال حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه، قالوا: لم يكن من أحداث الصحابة أفقه- وفي رواية أعلم- من أبي سعيد الخدري؛ ومناقبه كثيرة، توفي بالمدينة يوم الجمعة سنة أربع وستين، وقيل: سنة أربع وسبعين، ودفن بالبقيع رضي الله عنه. انظر: تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي ٢/ ٢٣٦ - ٢٣٧، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ٣/ ١٦٨ - ١٧٢، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٢/ ٣٥.
(٣) [٢٧٨٦] طرفه في كتاب الرقاق، باب العزلة راحة من خلاّط السوء، ٧/ ٢٤٠، برقم ٦٤٩٤. وأخرجه مسلم، في كتاب الإِمارة، باب فضل الجهاد والرباط، ٣/ ١٥٠٣، برقم ١٨٨٨.
(٤) من الطرف رقم ٦٤٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>