للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حديث غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة]

١٦٠ - [٣١٢٤] حدّثنا محمّد بن العلاء: حدّثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همّام بن منبّه، عن أبي هريرة (١).

رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها، فغزا. فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشّمس: إنّك مأمورة وأنا مأمور، اللهمّ احبسها علينا، فحبست حتّى فتح الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءت - يعني النّار - لتأكلها فلم تطعمها، فقال: إنّ فيكم غلولا، فليبايعني من كلّ قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فليبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذّهب فوضعوها، فجاءت النّار فأكلتها. ثمّ أحلّ الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلّها لنا». [(٢).

* شرح غريب الحديث: * " ملك بضع امرأة " البضع يطلق على عقد النكاح والجماع معا، وعلى الفرج (٣).

* " خلفات " الخلفة - بفتح الفاء وكسر اللام - الحامل من النوق، وتجمع على خلفات، وخلائف (٤).

* " الغلول " الغلول في المغنم: أن يخفى من الغنيمة شيئا ولا يرد إلى القسمة؛ لأن ذلك من حقوق من شهد الغنيمة، وهو في معنى الخيانة؛ لأن كل من خان شيئا في خفاء فقد غل، وسمي ذلك غلولا؛ لأن الأيدي مغلولة عنه: أي ممنوعة منه (٥).


(١) تقدمت ترجمته في الحديث رقم ٧.
(٢) الحديث ٣١٢٤] طرفه في: كتاب النكاح، باب من أحب البناء قبل الغزو، ٦/ ١٧٠، برقم ٥١٥٧. وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة، ٣/ ١٣٦٦، برقم ١٧٤٧.
(٣) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الباء مع الضاد، مادة: "بضع"، ١/ ١٣٣.
(٤) انظر: المرجع السابق، باب الخاء مع اللام، مادة: "خلف"، ٢/ ٦٨.
(٥) انظر: شرح غريب الحديث رقم: ١٤٣، ص ٨٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>