(٢) أبو طلحة: اسمه زيد بن سهل بن الأسود، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن أخواله بني النجار، الأنصاري رضي الله عنه، شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو أحد النقباء، وهو الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة " أخرجه أحمد ٣/ ٢٠٣، وأبو يعلى في مسنده ٨/ ٦٢، برقم ٣٩٨٣، وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٣١٢، أن رجال أحمد رجال الصحيح. وهو ممن سقط السيف من يده يوم بدر من النعاس، وكان يرمي ببن يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد يدافع عنه، كسر يومئذ سهمين أو ثلاثة، وكان الرجل يجيء بالجعبة من النبل فيقول - صلى الله عليه وسلم - " انثرها لأبي طلحة " البخاري برقم ٢٨٨٠،، وقتل يوم حنين عشرين رجلا من المشركين، وكان من أكثر أهل المدينة مالا فقال: يا رسول الله إن أحب أموالي إلي بيرحَاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال - صلى الله عليه وسلم - ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وإني أرى أن نجعلها في الأقربين " [البخاري برقم، ٢٧٦٩ وسلم برقم ٩٩٨]، وذلك بعدما سمع - صلى الله عليه وسلم - لَنْ تَنَالوا الْبِرَّ حَتَّى تنْفِقوا مِمَّا تحِبّونَ آل عمران، الآية: ٩٢ وكان يسرد الصوم كثيرا بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنان وتسعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم على حديثين منها، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديث. وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة ورجح ذلك الذهبي، وقيل: توفي سنة خمسين أو إحدى وخمسين غازيا في البحر فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغير، قال ابن حجر: " أخرجه الفسوي في تاريخه وأبو يعلى وإسناده صحيح " ورجح هذا القول واحتج له. انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ٢/ ٢٤٥، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٢/ ٢٧ - ٣٤، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ١/ ٥٦٦.