٣ - جهود الإمام البخاري رحمه الله في ذكر مناسبة ترتيب كتب الدراسة وأبوابها رتب الإمام البخاري رحمه الله هذه الكتب، وجميع كتب الصحيح، وأبوابها وأحاديثها، ترتيبا رائعا، واعتنى بذلك عناية فائقة دقيقة فاق فيها جميع أهل التصنيف، وظهر فيها فقهه وعلمه، وذلك في كتاب الصحيح من أوله إلى آخره، أما كتب موضوع الدراسة: الوصايا، والجهاد، وفرض الخمس، والجزية والموادعة، فقد كان ترتيبه لها على النحو الآتي:
لما كانت الشروط قد تكون في الحياة وبعد الوفاة، ترجم الإمام البخاري رحمه الله: كتاب الوصايا، فلما انتهى ما يتعلق بالمعاملات مع الخالق، ثم ما يتعلق بالمعاملات مع الخلق، أردفها بمعاملة جامعة بين معاملة الخالق وفيها نوع اكتساب، فترجم رحمه الله: كتاب الجهاد. إذ به يحصل إعلاء كلمة الله تعالى، وإذلال الكفار بقتلهم، واسترقاق: نسائهم، وصبيانهم، وعبيدهم، وغنيمة أموالهم، وبدأ بفضل الجهاد، ثم ذكر ما يقتضي أن المجاهد ينبغي أن يعد نفسه في القتلى فترجم باب: التحنط عند القتال، وقريب منه: من ذهب ليأتي بخبر العدو، وهو: الطليعة. وكان يحتاج إلى ركوب الخيل، ثم ذكر من الحيوان ما له خصوصية، وهو: بغلة النبي صلى الله عليه وسلم، وناقته.
وكان الجهاد في الغالب للرجال، وقد يكون للنساء فترجم: أحوال النساء في الجهاد. وذكر باقي ما يتعلق بالجهاد، ومنها: آلات الحرب وهيئتها، والدعاء قبل القتال، وكل ذلك من آثار بعثته العامة فترجم: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وكان عزم الإمام على الناس في الجهاد إنما هو بحسب الطاقة فترجم: عزم الإِمام على الناس فيما يطيقون، وتوابع ذلك.
وكانت الاستعانة في الجهاد تكون بجُعل أو بغير جعل، فترجم: الجعائل. وكان الإمام ينبغي أن يكون أمام القوم، فترجم: المبادرة عند الفزع. وكانت المبادرة لا تمنع التوكل ولا سيما في حق من نصر بالرعب، فذكره وذكر مبادرته على أن تعاطي الأسباب لا يقدح في التوكل، فترجم: حمل الزاد في الغزو، ثم ذكر آداب السفر. وكان القادمون من الجهاد قد تكون معهم الغنيمة