(٢) الطفيل بن عمرو: هو الطفيل بن عمرو بن طريف، وقيل: ابن عبد الله الدوسي، نسبة إلى دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران. كان شاعرا سيدا في قومه، وقدم مكة، وقالت له رجال قريش: إنك امرؤ شاعر سيد، وإنا قد خشينا أن يصيبك هذا الرجل ببعض حديثه؛ فإنما حديثه كالسحر، فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك؛ فإنه فرق بين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وابنه، فما زالوا به حتى سد أذنيه بقطن، ومر بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمسجد، وإذا هو قائم بالمسجد فقام قريبا، فسمع بعض قوله، ثم فتح أذنيه واستمع فما سمع كلاما أحسن من كلامه، وذهب معه إلى بيته وعرض عليه الإسلام فأسلم، وأرسله إلى قومه داعيا، وسأل الله أن يجعل له آية، فلما ذهب وأشرف على قومه جعل الله له بين عينيه نورا، فسأل الله أن يجعله في غير وجهه، فتحول النور في رأس عصاه، ووصل إلى قومه فبدأ بدعوة أبيه وأمه، وزوجته إلى الإسلام، فأسلموا، وذكر ابن حجر في الفتح والإصابة أن أمه لم تسلم، وذكر الذهبي أنها أسلمت، ثم دعا قومه إلى الإسلام فلم يسلموا، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ادع الله عليهم، فدعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهداية، ثم رجع إليهم، فدعاهم وبقي فيهم حتى قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة خيبر بثمانين أو تسعين أسرة مسلمة، منهم أبو هريرة رضي الله عنه، وبقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى فتح مكة، وطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبعثه إلى ذي الكفين " صنم عمرو بن حممة " فخرج إليه وأحرقه بالنار وهو يقول: يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا أكبر من ميلادكا، إني حشوت النار في فؤادكا. ثم رجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبقي معه حتى قبض صلى الله عليه وسلم، ثم شهد يوم اليمامة في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وقتل شهيدا. انظر: اللباب في تهذيب الأنساب، لعلي بن أبي الكرم محمد بن محمد المعروف بابن الأثير ١/ ٥١٣، وسير أعلام النبلاء للذهبي ١/ ٣٤٤ - ٣٤٧، وزاد المعاد لابن القيم، ٣/ ٤٩٥، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٢/ ٢٢٥. (٣) [الحديث ٢٩٣٧] طرفاه في: كتاب المغازي، باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي، ٥/ ١٤٤، برقم ٤٣٩٢. وكتاب الدعوات، باب الدعاء للمشركين، ٧/ ٢١٣، برقم ٦٣٩٧. (٤) من الطرف، رقم ٤٣٩٢.