(٢) معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي المدني البدري، قاتِل أبي جهل، شهد العقبة، وبدرا، وهو أحد المشاركين في قتل أبي جهل، بل حكم له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسلبه، وهذا يؤكد بأنه الذي قتله أولًا، وكان معه أخوه لأمه معاذ بن الحارث قد شد على أبي جهل، ثم جاء معوَذ بن الحارث بن عفراء فمر على أبي جهل فضربه حتى أثبته وتركه وبه رمق ثم قاتل معوذ حتى قتل وقتل أخوه عوف بن الحارث قبله، ثم مر ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فوبخه وبه رمق ثم احتز رأسه؛ ولهذا جمع ابن حجر رحمه الله بين الأحاديث فقال: "فيحتمل أن يكون معاذ بن عفراء شد عليه مع معاذ بن عمرو كما في الصحيح، وضربه بعد ذلك معوذ حتى أثبته، ثم حز رأسه ابن مسعود، فتجتمع الأقوال كلها" [فتح الباري ٧/ ٢٩٦]، ومما يدل على شجاعة معاذ بن عمرو بن الجموح ما ذكره الذهبي رحمه الله: أن معاذ بن عمرو بن الجموح حمل على أبي جهل فضربه ضربة قطع نصف ساقه، وضرب عكرمة بن أبي جهل معاذ بن عمرو على عاتقه فطرح يده وبقيت معلقة بجلده بجنبه وأجهضه عنها القتال فقاتل عامة يومه وهو يسحبها فلما آذته وضع قدمه عليها ثم تمطأ عليها حتى طرحها. قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "هذه والله الشجاعة، لا كآخر مِنْ خَدْشٍ بسهم ينقطع قلبه وتخور قواه" وعاش معاذ بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى زمن عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ١/ ٢٤٩ - ٢٥٢، والإِصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٣/ ٤٢٩.