كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين - حديث لقد شقيت إن لم أعدل - ج: 2 - ص: 929

[حديث لقد شقيت إن لم أعدل]

١٦٧ - [٣١٣٨] حدّثنا مسلم بن إبراهيم: حدّثنا قرّة بن خالد: حدّثنا عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله (١) رضي الله عنه قال: «بينما رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل: اعدل. قال له: " لقد شقيت إن لم أعدل» (٢).

* شرح غريب الحديث: * "غنيمة" الغنيمة، والغنم، والمغنم، والغنائم: هو ما أصيب من أموال أهل الحرب، وأوجف عليه المسلمون بالخيل، والركاب. (٣).

* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - من صفات الداعية: العدل.

٢ - من أساليب الدعوة: الترهيب.

٣ - من صفات الداعية: الحلم.

٤ - سوء أدب بعض المدعوين.

٥ - من القواعد الدعوية: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:

أولا: من صفات الداعية: العدل: العدل من أهم الصفات التي يتأكد على الداعية أن يتصف بها، وقد ظهر في مفهوم هذا الحديث أهمية العدل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لقد شقيت إن لم أعدل»، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "بضم المثناة للأكثر، ومعناه ظاهر ولا محذور فيه، والشرط لا يستلزم الوقوع؛ لأنه ليس ممن لا يعدل حتى يحصل له الشقاء،

---

(١) تقدمت ترجمته في الحديث رقم ٣٢.
(٢) وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، ٢/ ٧٤٠، برقم ١٠٦٣.
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الغين مع النون، مادة: "غنم" ٣/ ٣٨٩.