للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٢ - باب من قاد دابة غيره في الحرب

[حديث أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب]

٦١ - [٢٨٦٤] حَدَّثَنَا قتَيْبَة: حَدَّثَنَا سَهْل بْن يوسفَ، عَنْ شعْبَة، عَنْ أَبِي إسْحَاقَ: «قَالَ رَجل لِلْبَراءِ بْنِ عَازِبٍ (١) رضي الله عنهما: أَفَرَرْتمْ عَنْ رَسولِ الله يَوْمَ حنَيْنٍ؟ قَالَ: لَكِنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفِرَّ، إِنَّ هَوَازِنَ كَانوا قوما رماة، وَإِنَّا لَمَّا لقِيَناهمْ حَمَلْنَا عَليْهم فانْهَزَموا، فَأَقْبَلَ المسْلِمونَ عَلَى الغَنَائِمِ، فَاسْتَقْبَلونَا بِالسِّهَامِ، فَأَمَّا رَسول الله صلى الله عليه وسلم فلَمْ يَفِرَّ، فَلَقَدْ رَأَيْته وَإنَّه لَعَلَى بَغْلَتِه الْبَيْضَاءِ، وَإِنَّ أَبَا سفْيَانَ (٢) آخِذ بِلِجَامِها وَالنَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقولَ: " أَنَا النَّبِي لَا كذِبْ، أَنَا ابْن عبْدِ المطَّلِبْ» (٣).

وفي رواية: «لَا وَالله مَا وَلَّى رَسول الله صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّه خَرَجَ شبَّان أَصحَابِه وَخِفَافهمْ حسَّرا لَيْسَ بِسِلاحٍ، فَأَتَوْا قوما رمَاة جَمْعِ هَوازِنَ وَبَنِي نَضْرٍ مَا يَكاد يَسْقط لَهمْ سَهْم فَرشَقوهمْ رَشْقا مَا يَكادونَ يخْطِئون، فَأَقْبَلوا هنَالِكَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَهوَ عَلَى بَغْلَتِه الْبَيْضَاءِ وَابْن عَمِّه أَبو سفْيَانَ بْن الحارِثِ بْنِ عَبْدِ المطَّلِبِ يَقود بِه، فنَزَلَ وَاسْتَنْصَرَ ثمَّ قَالَ: " أَنَا النَّبِي لَا كَذِبْ، أَنَا ابْن عَبْدِ المطَّلِبْ» ثمَّ صَفَّ أَصْحَابَه (٤).


(١) تقدمت ترجمته في الحديث رقم ٣٠.
(٢) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختلف في اسمه، فقيل: اسمه المغيرة، وقال آخرون: اسمه كنيته لا اسم له غيرها، وهو أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهما حليمة السعدية، وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم هو وجعفر بن أبي طالب، والحسن بن علي وقثم بن العباس رضي الله عنهم أجمعين، وكان شاعرا، أسلم رضي الله عنه قبل يوم الفتح والنبي صلى الله عليه وسلم في الطريق إلى الفتح، وشهد حنينا، وثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبلى فيها بلاء حسنا، توفي بالمدينة سنة عشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل توفي سنة خمس عشرة.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ٢/ ٢٣٩، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٤/ ٩٠.
(٣) [الحديث ٢٨٦٤] أطرافه في: كتاب الجهاد والسير، باب بغَلة النبي صلى الله عليه وسلم البيضاء، ٣/ ٢٩٠، برقم ٢٨٧٤. وكتاب الجهاد والسير، باب من صف أصحابه عند الهزيمة، ونزل عن دابته واستنصر، ٣/ ٣٠٦، برقم ٢٩٣٠. وكتاب الجهاد والسير، باب من قال: خذها وأنا ابن فلان، ٤/ ٣٥، برقم ٣٠٤٢. وكتاب المغازي، باب قول الله تعالى وَيَوْمَ حنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكمْ كَثْرَتكمْ فَلَمْ تغْنِ عَنْكمْ شَيْئا وَضَاقَتْ عَلَيْكم الْأَرْض بِمَا رَحبَتْ ثمَّ وَلَّيْتمْ مدْبِرِينَ ثمَّ أَنْزَلَ اللَّه سَكِينَتَه إلى قوله غفور رحيم، ٥/ ١١٦، برقم ٤٣١٥ و ٤٣١٦ و ٤٣١٧. وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، ٣/ ١٤٠٠، برقم ١٧٧٦.
(٤) الطرف رقم ٢٩٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>