كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

الفصل الأول: كتاب الوصايا - باب قول الله عز وجل وإذا حضر القسمة أولو القربى - ج: 1 - ص: 120

١٨ - باب قول الله عز وجل {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أولو الْقرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين فَارْزقوهمْ مِنْه} [النساء: ٨] (١)

[حديث هما واليان وال يرث ووال لا يرث]

١٠ - [٢٧٥٩] حَدَّثَنَا محَمَّد بن الفَضْلِ أَبو النّعْمَانِ: حَدَّثَنَا أَبو عَوَانَةَ، عَن أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن جبَيْر، عَنِ ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ (٢) " إِنَّ نَاسا يَزعمونَ أَنَّ هذه الآيةَ نسِخَتْ، وَلا وَاللَّهِ مَا نسِخَتْ، ولَكِنَّها مِمَّا تَهَاوَنَ الناس، همَا وَاليَانِ: وَالٍ يَرِث وَذَاكَ الذِي يَرْزق، وَوَالٍ لَا يَرِث فَذَاكَ الذِي يَقول بِالْمَعْروفِ، يقول: لَا أَمْلِك لَكَ أَنْ أعْطِيَكَ " (٣).

وفي رواية: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} [النساء: ٨] قَالَ: " هِيَ محْكَمَة وَلَيْسَتْ بِمَنْسوخَةٍ " (٤).

* شرح غريب الحديث: * " يزعمون " الزعم: قريب من الظن (٥).

وقيل: هو القول يكون حقا ويكون باطلا. وقيل: الزعم: الظن، وقيل: الكذب (٦).

* " نسخت " النسخ: أمر كان يعمل به من قبل ثم ينسخ بحادث غيره، كالآية ينزل فيها أمر ثم تنسخ بآية أخرى، وكل شيء خلف شيئا فقد نسخه، أي أبطله وقام مقامه، والأول منسوخ والثاني ناسخ، يقال: نسخت الشمس الظلَّ: أي أزالت الظل وحلت محله (٧).

---

(١) سورة النساء، الآية: ٨.
(٢) تقدمت ترجمته في حديث رقم ٥ - ٢٧٤٣.
(٣) طرفه، في كتاب التفسير، سورة النساء، باب وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أولو الْقرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين فَارْزقوهمْ مِنْه ٥/ ٢١٠ برقم ٤٥٧٦.
(٤) من الطرف رقم ٤٥٧٦.
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الزاي مع العين، مادة " زعم " ٢/ ٣٠٣.
(٦) لسان العرب، لابن منظور الإفريقي، فصل الزاي، باب الميم، مادة " زعم " ١٢/ ٢٦٤.
(٧) انظر: معجم المقاييس في اللغة، لابن فارس، مادة " نسخ " ص ١٠٢٦، ولسان العرب لابن منظور، باب الخاء، فصل النون، ٣/ ٦١، والقاموس المحيط لمحمد بن يعقوب الفيروز آبادي، باب الخاء، فصل النون، ص ٣٣٤، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير، باب النون مع السين، ٥/ ٤٧.