للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلّا صنعته فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر رقي المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالّذي اعتذر إليه ثمّ استغفر وتشهّد علي فعظّم حقّ أبي بكر وحدّث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارا للّذي فضّله الله به ولكنّا كنّا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبدّ علينا فوجدنا في أنفسنا، فسرّ بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلى عليّ قريبا حين راجع الأمر بالمعروف".» (١).

[حديث لا نورث ما تركنا صدقة]

١٤٨ - [٣٠٩٣] «فقال لها أبو بكر: إنّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: " لا نورث، ما تركنا صدقة". فغضبت فاطمة بنت رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتّى توفّيت، وعاشت بعد رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ستّة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها ممّا ترك رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال: لست تاركا شيئا كان رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلّا عملت به، فإنّي أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ، فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى عليّ وعبّاس، وأمّا خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانتا لحقوقه الّتي تعروه ونوائبه، وأمرهما إلى وليّ الأمر، قال: فهما على ذلك إلى اليوم". قال أبو عبد الله: (اعتراك، افتعلت، من عروته فأصبته، ومنه: يعروه، واعتراني» (٢).


(١) الطرف رقم ٤٢٤٠ - ٤٢٤١.
(٢) [الحديث ٣٠٩٣، أطرافه في: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم ٤/ ٢٥٢ برقم ٣٧١٢. وكتاب المغازي، باب حديث بعث النضير ٥/ ٣٠، برقم ٤٠٣٦. وكتاب المغازي، باب غزوة خيبر ٥/ ٩٧ برقم ٤٢٤١. وكتاب الفرائض، باب تعليم الفرائض ٨/ ٤، برقم ٦٧٢٦ وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" ٣/ ١٣٨٠، برقم ١٧٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>