(٢) أسماء بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان أم عبد الله رضي الله عنهم، القرشية، التيمية، المكية ثم المدنية. والدة عبد الله بن الزبير، وعروة رضي الله عنهم، وأخت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وآخر المهاجرات وفاة، أسلمت قديما بعد سبعة عشر إنسانا، وكانت أسن من عائشة ببضع عشرة سنة، حيث ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وهي زوجة الزبير بن العوام رضي الله عنه، سميت ذات النطاقين؛ لأنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبيها سفرة لما هاجرا فلم تجد ما تشدها به فشقت نطاقها نصفين وشدت بنصفه السفرة، والنصف الآخر أوكت به القربة. وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير فولدته بعد الهجرة فكان أول مولود ولد في الإِسلام بعد الهجرة. روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وخمسون حديثا، اتفق الشيخان على ثلاثة وعشرين منها، وانفرد البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بأربعة، وعمرت رضي الله عنها طويلا قال ابنها عروة بن الزبير: بلغت أسماء مائة سنة لم يسقط لها سنّ ولم ينكر من عقلها شيء، وكانت رضي الله عنها إذا أصابها صداع في رأسها وضعت يدها عليه وقالت: " بذنبي وما يغفره الله أكثر " وشهدت غزوة اليرموك مع زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه وكانت جوادة كريمة، لا تدخر شيئا إلى غد، وإذا مرضت أعتقت كل مملوك لها. وقد قتل ابنها عبد الله بن الزبير فصبرت واحتسبت، ولها منقبة عظيمة، وهي أنها، وابنها، وأباها، وجدها أربعة صحابيون، لا يعرف لغيرهم إلا لمحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة وتوفيت في مكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بيسير قيل: بعشرين يوما وقيل: أقل من ذلك رضي الله عنها. انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي، ٢/ ٣٢٨، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٢/ ٢٨٧ - ٢٩٦، والإِصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٤/ ٢٢٩. (٣) [الحديث ٢٩٧٩] طرفاه في: كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، ٤/ ٣١١ و ٣١٢، برقم ٣٩٠٧. وكتاب الأطعمة، باب الخبز المرقق، والأكل على الخوان والسفرة، ٦/ ٢٤٤، برقم ٥٣٨٨.