للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حديث عبد الله بن زيد لا أبايع أحدا على الموت بعد رسول الله]

٩٨ - [٢٩٥٩] حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد (١) - رضي الله عنهما قال: «لما كان زمن الحرة أتاه آت فقال له: إن ابن حنظلة (٢). يبايع الناس على الموت. فقال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم» (٣).

وفي رواية: «لما كان يوم الحرة، والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة فقال ابن زيد: على ما يبايع ابن حنظلة؟ قيل له: على الموت، قال لا أبايع على ذلك أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم». وكان شهد معه الحديبية " (٤).

* شرح غريب الحديث: * " زمن الحرة " الحرة: أرض ذات حجارة سود كثيرة، وهي بظاهر المدينة،


(١) عبد الله، بن زيد، بن عاصم، بن كعب، بن عمرو، بن عوف، بن مبذول، بن غنم، بن مازن، بن النجار الأنصاري المازني، الصحابي رضي الله عنه، وهو غير عبد الله بن زيد صاحب الأذان. اختلف في شهوده بدرا، وقال ابن عبد البر: شهد أحدا وغيرها ولم يشهد بدرا. وقد شارك في قتل مسيلمة الكذاب، رماه وحشي بالحربة وقتله عبد الله بن زيد بسيفه، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث الوضوء، وعدة أحاديث، قيل: قتل يوم الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين وهو ابن سبعين سنة. وهو وأبوه: صحابيان، رضي الله عنهما. انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، ٢/ ٣١٢، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي، ١/ ٢٦٧، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ٢/ ٣٧٧، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٢/ ٣١٢.
(٢) عبد الله بن حنظلة - الغسيل - بن أبي عامر الأنصاري المدني، من صغار الصحابة رضي الله عنهم، استشهد أبوه يوم أحد، فغسلته الملائكة؛ لكونه جنبا. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورآه يطوف بالبيت على ناقة، كان مولده سنة أربع من الهجرة، بعد أحد بسبعة أشهر، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن سبع سنين، أمر على الأنصار، يوم الحرة، وأمر على قريش عبد الله بن مطيع العدوي، وعلى باقي المهاجرين معقل بن سنان الأشجعي، فجهز لهم يزيد بن معاوية جيشا عليهم مسلم بن عقبة المري في اثني عشر ألفا، واعتزل بعض الصحابة في المدينة الفتنة: كعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وعبد الله بن زيد رضي الله عنهما، وغيرهم من الصحابة، وأصيب من قريش ثلاثمائة وستة رجال، ولم يخرج في الفتنة أحد من بني عبد المطلب، لزموا بيوتهم، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: قتل يوم الحرة من حملة القرآن سبعمائة. وقتل عبد الله بن حنظلة في هذا اليوم سنة ثلاث وستين. وكانت وقعة وفتنة عظيمة. أسأل الله العافية لي ولجميع المسلمين في الدنيا والآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! انظر: تاريخ الطبري ٣/ ٣٥٢ - ٣٦٩، والكامل في التاريخ لابن الأثير، ٣/ ٣١٠ - ٣١٥، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٣/ ٣٢١ - ٣٢٥، والبداية والنهاية لابن كثير، ٨/ ٢١٧ - ٢٢٤، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٢/ ٢٩٩.
(٣) [الحديث ٢٩٥٩] طرفه في كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، ٥/ ٧٨، برقم ٤١٦٧. وأخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، ٣/ ١٤٨٦، برقم ١٨٦١.
(٤) الطرف رقم ٤١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>