للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثا: من صفات الداعية: حسن الخلق: دل هذا الحديث على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه عندما رأى الأنصار تعرضوا له، وعلم ما أرادوا تبسم صلى الله عليه وسلم، ولم يغضب، ولم يسب بل بشَّرهم (١) وسمعت العلامة ابن باز حفظه الله يقول: "وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه ضحك تعجبا، ثم بشرهم، ولا شك أنهم أهل حاجة" (٢) فينبغي للداعية أن يحسن أخلاقه (٣).

رابعا: أهمية تأمير الأمراء على الأقطار: من وسائل الدعوة النافعة تأمير الأمراء على الأقطار، والقبائل؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين العلاء بن الحضرمي كما ثبت في هذا الحديث؛ لأن الأمير يجتمع إليه الناس، ويرفع مصالحهم للإِمام وما يحتاجون إليه، ويؤمهم في الجمعة والأعياد، ويتولىَّ قيادتهم في الجهاد، ويجمع الله به الكلمة وغير ذلك (٤).

خامسا: من أساليب الدعوة: السؤال والجواب: السؤال والجواب من أساليب الدعوة التي تشد انتباه المدعو، وقد دل هذا الحديث على هذا الأسلوب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: «أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء قالوا: أجل يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا». . . "، وهذا يؤكد أهمية أسلوب السؤال والجواب. (٥).

سادسا: من موضوعات الدعوة: التحذير من التنافس في الدنيا والانشغال بها: ظهر في مفهوم هذا الحديث التحذير من التنافس في الدنيا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما


(١) انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر، ١/ ٣٦٣.
(٢) سمعت ذلك من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٣١٥٨، من صحيح البخاري، في جامع الإِمام تركي ابن عبد الله بالرياض.
(٣) انظر: الحديث رقم ١٤، الدرس الأول، ورقم ٢١، الدرس الثاني، ورقم ٦٢، الدرس الرابع.
(٤) انظر: الحديث رقم ١٣٢، الدرس الثاني.
(٥) انظر: الحديث رقم ٥٨، الدرس الثالث، ورقم ١١٠، الدرس الرابع، ورقم ١١٤، الدرس الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>