للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: من موضوعات الدعوة: التحذير من قتل أهل الذمة بغير حق: إن من موضوعات الدعوة: التحذير من قتل أهل الذمة بدون حق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة»، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والمراد به من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية، أو هدنة من سلطان، أو أمان مسلم " (١) وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله يقول: "المعاهد هو الذي له ذمة، أي عهد، سواء كان من أهل الجزية أو أهل الأمان، فلا يجوز قتله حتى ينبذ إليه عهده " (٢) فينبغي للداعية أن يُحذِّر الناس من قتل أهل الذمة بغير حق عند الحاجة للتحذير من ذلك.

ثانيا: من أساليب الدعوة: الترهيب: الترهيب من أساليب الدعوة النافعة؛ ولهذا ثبت هذا الأسلوب في هذا الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما»، وهذا فيه ترهيب ووعيد لمن فعل هذه الكبيرة، قال الإِمام الطيبي رحمه الله: "والمعنى: أنه لم يشم رائحة الجنة ولم يجد ريحها، ولم يرد به أنه لا يجده أصلا، بل أول ما يجدها سائر المسلمين الذين لم يقترفوا الكبائر، توفيقا بينه وبين ما تعاضدت به الدلائل النقلية والعقلية على أن صاحب الكبيرة إذا كان موحِّدا محكوما بإسلامه لا يخلد في النار ولا يحرم من الجنة" (٣) هذا إن لم يستحل هذه الكبيرة، أو يأتِ بناقض من نواقض الإِسلام، وسمعت العلامة ابن باز حفظه الله يقول: "وهذا من باب الوعيد، فهو تحت المشيئة، فهذا جزاؤه إن جازاه " (٤) فإن شاء الله عذبه بذنبه حتى يطهر ثم يخرجه من النار، وإن شاء عفا عنه وأدخله الجنة من أول مرة بعفوه سبحانه، وإحسانه (٥) أسأل الله لي ولجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة (٦).


(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ١٢/ ٢٥٩.
(٢) سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٣١٦٦ من صحيح البخاري.
(٣) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، ٨/ ٢٤٥٧.
(٤) سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٤٧٤٩ من سنن النسائي.
(٥) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي ٦/ ١١٦٠ - ١١٨٤.
(٦) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الثالث عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>