للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«يا معشر يهود أسلموا تسلموا، واعلموا أن الأرض لله ورسوله»، وهذا فيه بيان واضح على أن الحض على الدخول في الإِسلام من أهم المهمات.

فينبغي للداعية أن يعتني بدعوة الناس إلى الإِسلام، وبيان محاسنه وخصائصه؛ لترغيب الناس فيه، ولا شك أن أول ما يبدأ الداعية به لدعوة الناس إلى الدخول في الإِسلام: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فإن هم انقادوا لذلك فحينئذٍ يبدأ معهم بالتدرج في تعليم شرائع الإِسلام وأخلاقه (١).

رابعا: من أساليب الدعوة: الجدل بالتي هي أحسن: إن من أهم الأساليب مع المعاندين المجادلة بالتي هي أحسن؛ ولهذا جادل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود فقال: «يا معشر يهود أسلموا تسلموا فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال "ذلك أريد»، ثم قالها الثانية، فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، ثم قالها الثالثة، وهذا فيه مجادلة بالتي هي أحسن؛ وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في فوائد هذا الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ اليهود، ودعاهم إلى الإِسلام والاعتصام به، فقالوا بلغت ولم يذعنوا لطاعته، فبالغ في تبليغهم وكرره، وهذه مجادلة بالتي هي أحسن " (٢) وهذا يؤكد أهمية الجدل بالتي هي أحسن (٣).

خامسا: من موضوعات الدعوة: الحض علي إخراج المشركين من جزيرة العرب: إخراج المشركين من جزيرة العرب أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته، وقد ظهر في هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم لليهود: «إني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد " (٤) منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل موته بثلاثة أيام: «أوصيكم بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم»


(١) انظر: الحديث رقم ٩٠، الدرس الأول، والدرس الثاني، ورقم ٩٢، الدرس السابع والدرس الثامن.
(٢) انظر: فتح الباري لابن حجر، ١٣/ ٣١٥.
(٣) انظر: الحديث رقم ١٢٩، الدرس الرابع، ورقم ١٦٢، الدرس السادس.
(٤) فمن يجد منكم بماله " من الوجدان: أي يجد مشتريا، أو من الوجد: أي المحبة: أي يحبه، والغرض "أن منهم من يشق عليه فراق شيءٍ من ماله، مما يعسر تحويله فقد أذن له في بيعه "، فتح الباري لابن حجر، ٦/ ٢٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>