* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
١ - من تاريخ الدعوة: ذكر غزوة تبوك.
٢ - من أسباب تحصيل العلم: زيارة العلماء.
٣ - من أساليب الدعوة: استخدام العدد إجمالا ثم تفصيلا.
٤ - من موضوعات الدعوة: بيان علامات الساعة.
٥ - من معجزات الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الإخبار بالمغيبات.
٦ - من أساليب الدعوة: الموعظة الحسنة.
٧ - من أصناف المدعوين: النصارى.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من تاريخ الدعوة: ذكر غزوة تبوك: ظهر في الحديث ذكر غزة تبوك؛ لقول عوف بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:"أتيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم"، وغزوة تبوك غزاها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في السنة التاسعة للهجرة، وقد أمر أصحابه قبل الغزو بالتهيؤ لغزو الروم، وذلك في زمان عسرة من الناس، وشدة من الحر، وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار، فالناس يحبون المقام في ثمارهم، ويكرهون مفارقتها، وهذا فيه امتحان وابتلاء، فقد أظهر الله المنافقين لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وظهر صدق أهل الإيمان والتقوى، فتخلف خلق كثير من المنافقين، وغزى بشر كثير من المؤمنين، ثم أعز الله أهل الإيمان وكفاهم القتال، وأخزى الله المنافقين وفضحهم، أسأل الله لي ولجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة (١).
ثانيا: من أسباب تحصيل العلم: زيارة العلماء: دل هذا الحديث على أن من أسباب تحصيل العلم زيارة العلماء، للأخذ
(١) انظر: تاريخ الأمم والملوك، للطبري، ٢/ ١٨٠، والكامل في التاريخ لابن الأثير، ٢/ ١٨٩، والبداية والنهاية لابن كثير، ٥/ ٣ - ١٨، وانظر: الحديث رقم ١٦٣ والدرس العاشر.