للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الداعية هو الذي يدعو إلى دين أو فكرة، قال ابن منظور - رحمه الله -: "والدعاة قوم يدعون إلى بيعة هدى أو ضلالة، واحدهم: داع، ورجل داعية إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين، أدخلت الهاء فيه للمبالغة، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - داعي الله تعالى " (١) يدعو الأمة إلى توحيد الله وطاعته (٢) قال الله عز وجل عن الجن الذين استمعوا القرآن وولوا إلى قومهم منذرين وقالوا لهم (٣) {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} [الأحقاف: ٣١] (٤) وقال الله عز وجل النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا - وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: ٤٥ - ٤٦] (٥) وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» (٦) فتبين بذلك أن لفظ الداعية يدخل فيه: الداعية إلى الحق، والداعية إلى الضلالة، وأن دعاة الحق هم الذين يدعون إلى الله على بصيرة، ويقين، وبرهان: عقلي، وشرعي، وهذه طريقة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومسلكه وسنته، هو ومن اتبعه (٧) قال الله -


(١) لسان العرب؛ لابن منظور، باب الواو والياء، فصل الدال: ١٤/ ٢٥٩. وانظر: معجم المقايس في اللغة لابن فارس، كتاب الدال، باب الدال والعين: ص: ٣٥٦، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، باب الدال مع العين، مادة: (دعا): ٢/ ١٢٠، والقاموس المحيط للفيروزآبادي، باب الواو والياء، فصل الدال، ص: ١٦٥٥، والمعجم الوسيط، لمجمع اللغة العربية، مادة: (الداعي): ١/ ٢٨٧.
(٢) انظر: لسان العرب لابن منظور، باب الواو والياء، فصل الدال: ١٤/ ٢٥٩.
(٣) انظر: المرجع السابق: ١٤/ ٢٥٩، والمعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية، مادة: (الداعي): ١/ ٢٨٧.
(٤) سورة الأحقاف، الآية: ٣١.
(٥) سورة الأحزاب الآية: ٤٥ - ٤٦.
(٦) مسلم: ٤/ ٢٦٠، برقم ٢٦٧٤، وتقدم تخريجه في الحديث رقم ٩٢، الدرس الثامن، ص ٥٣٩.
(٧) انظر: تفسير ابن كثير: ٢/ ٤٩٦، وتفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي: ٤/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>