للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماليا وثمة تركة " (١) وقال العيني رحمه الله: " فكانت فتوى النبي صلى الله عليه وسلم سنة يعمل بها، بعد إفتاء النبي صلى الله عليه وسلم، والضمير في كانت يرجع إلى الفتوى " (٢) فهذا الصحابي رضي الله عنه كان سؤاله وعمله بفتوى النبي صلى الله عليه وسلم طريقة شرعية في قضاء ما على الميت من الديون والنذور والواجبات، فعلى الداعية أن يكون قدوة في الخير (٣).

سادسا: من أساليب الدعوة: الترغيب: في هذا الحديث ترغيب في الإحسان إلى الوالدين بعد موتهما، وبيان لفضل الله تعالى على الآباء ببركة عمل الأبناء ودعائهم لهم؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا ربِّ أَنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك» (٤).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وفيه فضل بر الوالدين بعد الوفاة، والتوصل إلى براءة ما في ذمتهم " (٥).

فعلى الداعية أن يرغب الناس في ذلك؛ لأن الترغيب له أثر في النفوس ونشاط في العمل، وطمع في فضل الله تعالى (٦).

سابعا: من موضوعات الدعوة: الحث على أداء الزكاة: دل الحديث على أن الحث على أداء الزكاة من موضوعات الدعوة؛ لأهميتها؛ ولكونها من أركان الإسلام العظام، وهي قرينة الصلاة في مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى، ومن ذلك قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: ٤٣] (٧).


(١) شرح الكرماني على صحيح الإمام البخاري ٢٣/ ١٣٤، وانظر: فتح الباري لابن حجر، ١١/ ٥٨٤.
(٢) عمدة القاري ٢٣/ ٢١٠، وانظر: إرشاد الساري للقسطلاني، ٩/ ٤٠٧.
(٣) انظر: الحديث رقم ٣، الدرس الثالث.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٢٠٩، وصحح إسناده الإمام ابن كثير في تفسيره، ٤/ ٢٤٣.
(٥) فتح الباري ١١/ ٨٥.
(٦) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الرابع عشر، ورقم ٨، الدرس الرابع.
(٧) سورة البقرة، الآية: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>